الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 61 :
الموضوع :
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 61 :
الموضوع :
التَّحَقُّقُ بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ عَنْ طَرِيقِ الْإمَامِ الْمَوْعُودِ.
إن الإمام المهدي عليه السلام عبد محض لله تعالى ، لأنّه ـ عليه السلام ـ حقيقة الربّ و العبد كلاهما ؛ يقول الشيخ الجيلي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " و اعلم : أنّ قولنا الحق و الخلق و الرب و العبد ؛ إنمّا هو ترتيب حكمي نسبي لذات واحدة ، كل ذلك لا يستوفي معناها " .
لا شك أن تحقق العبد بالإسم الأعظم تكون على صورة الختم الدي خلقه الله تعالى على صورته ؛ بدليل قوله تعالى : " ... لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ۖ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( 11 ) " سورة الشورى . فنزّه ـ عز و جل ـ المثل عن العبد المخلوق على الصورة ، لأنه يُصبحُ منزّهاً عن التجلّي الواحد ، بل يكون قابلاً لجميع التجليّات الإلهية الغير المتناهية . فقال : " لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ " ، و ما يؤكد هذا القول ؛ حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " عبدي أطعني تكن مثلي ، تقل للشيء كن فيكون " .
لا شك أن الموجود الحقيقي هو الله تعالى ؛ بدليل قوله تعالى : " ... إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رٰجِعُونَ ( 256 ) " سورة البقرة . و أما الإنسان فوجوده منعدم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ أَنَّ إِلٰى رَبِّكَ الْمُنتَهٰى ( 42 ) " سورة النجم . و إن رجوع العبد إلى الله سبحانه لا يكون إلا بمشكاة خاتم الولاية ، لأنه صاحب رتبة الإسم الأعظم . أما الخلفاء و الأولياء الأفراد الأختام ؛ فليسو سوى هذا الخاتم في مظاهرهم الإنسانية ، بما فيهم خاتم النبيين صلّى الله عليه و سلّم . فهم أختام ، لأنه لا موجود إلاّ هو . أي أنه صاحب رتبة الهو و الذات حيث الرّوح الذي يظهرُ فيه الله تعالى بذاته . و كيف لا يكون كذلك ، و هو خليفة الله المهدي الذي إليه يرجعُ كلّ شيءٍ .
لا شك أن للعبد مجالا للتحقّق بمشكاة النبيّ الخاتم و له التحقّق بمشكاة الوليّ الخاتم . أي صورة الرحمان المنان و صورة الله الحنان . و ما المقام المحمود الذي خصّ به ـ صلّى الله عليه و سلّم ـ إلا مقام ختم الولاية حيث الحمدُ . إذ يصحُّ هذا للعبد بالتحقّق بجميع التحقّقات و التجليّات و رجوعها إليه من كونه على الصورة الإلهية المجازية . و لمّا كان النبي صلى الله عليه و سلّم الفاتح و القاسم للوجود ؛ فقد كان التحقّق على قدمه يُعطي الإنسان المخلوق لواء الختمية و التحقّق بالإسم الأعظم و العروج إلى سدرة المنتهى . و بهذا نال الإمام المهدي عليه السلام هذه الختمية و هذا المقام المحمود . فأفهم ذلك !
لقد خص مقام الوسيلة بالنبيّ صلّى الله عليه و سلّم ، و لا ينبغي إلاّ له . و مع ذلك ؛ تجد بعض الأولياء رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه يدعون ذلك لهم ؛ لأنهم على قلبه ـ صلى الله عليه و سلم ـ الذي تأهّلَ للواء المقام المحمود . إذ لا موجود إلاّ هو ـ سبحانه ـ بلا تعدد ، فيرجعون إليه بشهود الأحدية و الواحدية ، و يجدون ذوق اللواء المحمود و التحقّق بجميع ما تجلّى عليهم ؛ تحقيقا للمقام الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه و سلم : " عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون " . و هو ـ عز وجل ـ المحمود لا شريك له من كل وجه .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ..............
تعليقات
إرسال تعليق