الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 :
الموضوع :
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 :
الموضوع :
كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .
ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .
لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .
إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام مقارنة بالخلفاء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه .
لقد قلنا أيضا أن الخال الأسود على وجه الإمام المهدي عليه السلام يدل على البيعة الأولى في عالم الأرواح ، و هي أشبه بالحجر الأسود على وجه الكعبة ؛ فعن أبي سعيد قال : " حججت مع عمر ، فلما دخل للطواف ؛ استقبل الحجر . فقال : " إني أعلم أنك لا تضر و لا تنفع ، و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبِّلك ما قبَّلتك . ثم قبَّله . فقال علي : بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر و ينفع . قال : بم . قال بكتاب الله ، قال الله تعالى : " وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى " . خلق الله آدم و مسح على ظهره ، فقررهم بأنه الرب و أنهم العبيد ، و أخذ عهودهم و مواثيقهم ، و كتب ذلك في أمد ، و كان لهذا الحجر عينان و لسان . فقال له الله : افتح . ففتح فاه ، فألقمه ذلك الأمد ، و قال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة بأني أشهد . لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " يؤتى بالحجر الأسود يوم القيامة ، له لسان زلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد " . فهو يا أمير المؤمنين يضر و ينفع . فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن " . إذن : ففي داخل الحجر الأسود عهد و ميثاق الخلق في فجر الأرواح ، و أيضاً عهد و ميثاق الخلق في عصر الأشباح . فكما أن الحجر الأسود على وجه الكعبة يدل على العهد و الميثاق ؛ فإن الخال الأسود على وجه الإمام المهدي عليه السلام يدل على العهد و الميثاق . علما أن الكعبة في المنام تدل على العالم بالله تعالى مثل الإمام المهدي عليه السلام .
إن الإمام المهدي عليه السلام يعرف نفسه يقينا بأنه هو المسيح عيسى ابن مريم المحمدي الذي ينزل في آخر الزمان تصريحا لا تلميحا ، و ذلك مثل النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لأن سيرتهما متشابهة . فكما علم النبي صلى الله عليه و سلم بنبوته قبل بعثته من خلال حادثة " شق الصدر " و إلقاء الحجر السلام عليه و قصته مع الراهب و شيوخ قريش ؛ كذلك يعرف الإمام المهدي نفسه بتدبره في القرآن الكريم و تفكره في الحديث الشريف و إستناره الى إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه و إتفاق علماء الملة رحمهم الله تعالى . فهو يعرف نفسه و إن لم يستيقن ؛ و ما كان من سنة الله تعالى أن يبعث نبيا من عنده دون أن يعلمه بأمره و يعده قبل يوم ظهوره .
إن الكثير من المسلمين التقليديين يقولون أن الإمام المهدي عليه السلام لا يعرف نفسه ؛ كما روي في الحديث النبوي الشريف . و هم في نفس الوقت يزعنون أنهم يعرفون الإمام المهدي الحقيقي من المدعي الكاذب بناء على الأوصاف الواردة في الأحاديث النبوية المشرفة ، و كأنهم أكثر معرفة به من نفسه ـ عليه السلام ـ . صحيح أن الإمام المهدي عليه السلام لا يعرف أنه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام في البداية ، لكن الله تعالى يطلعه على أمره قبل تكليفه بإعلان إدعائه و دعوته للخلق .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ..............
تعليقات
إرسال تعليق