الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 45 :
الموضوع :
" لن تهلك أمة أنا في أولها ، و عيسى ابن مريم في آخرها ، و المهدي في وسطها " .
عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " لن تهلك أمة أنا في أولها ، و عيسى ابن مريم في آخرها ، و المهدي في وسطها " حديث حسن .
أقول :
إنّ هذا الحديث النبوي الشريف بشارة من النبي صلى الله عليه و سلم عن حفظ الله تعالى لأمّته المرحومة ؛ لقوله : " لن تهلك أمّة " ، و كيف لا ؟ و قد جُعل النبي صلى الله عليه و سلم " في أوّلها " ، و هو : " خاتم النبيين " . و شريعته : " خاتمة الشرائع " . و كتابه : " خاتم الكتب " . فهو الذي فتح باب الأحمدية لأمته المرحومة ، و هو ـ صلى الله عليه و سلم ـ أوّل هذه الأمّة المختارة ؛ أي : قائدها و دليلها و قدوتها . و قد جاء في رواية أخرى : " كيف تهلك أمّة ... ؟ " ؛ بصيغة " كيف الاستفهامية " الدّالة على معنى " لن " النافية . أي : أتعجب و أستنكر لمن يقول بأن أمّة أولها " أنا " و يتوسطها " المهدي " و يظهر في آخرها " عيسى ابن مريم " تهلك على أيدي المضلين ؟
و أما المراد من قوله صلى الله عليه و سلم : " و المهدي في وسطها " . أي : الأئمة المجددون الذين يظهرون على رأس كل قرن حتى يجددوا إيمان المسلمين في أيام عز الإسلام . و لا يراد به الإمام المهدي الأعظم الذي يظهر في آخر الزمان ؛ أي : المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام . و هذا اللفظ ـ أي : ـ " المهدي " ـ مثل : لفظ : " الدجال " مع أنه أمة ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : مَا يَكُونُ مِنْ فُتُوحَاتِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ الدَّجَّالِ . و كما هو معلوم ، فإن الفتح لا يكون لشخص واحد بل يمون للأمم ؛ مثل : جزيرة العرب و فارس ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْفِتَنُ ، وَ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ | بَابٌ : مَا يَكُونُ مِنْ فُتُوحَاتِ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ الدَّجَّالِ .
و أما المراد من قوله صلى الله عليه و سلم : " و عيسى ابن مريم في آخرها " ؛ فهو الإمام المهدي عليه السلام حتى يقيم دولة العدل الإلهي ـ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ـ كخدمة عظيمة للأمة المحمدية ؛ لن تنقطع إلى قيام الساعة .
هذا ، و يتبين من حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن المسيح المحمدي عليه السلام الذي ينزل في آخر زمان الأمة المحمدية إماما مهديا يختلف عن الأئمة المهديين في وسط أمته ؛ لذكره منفصلا عنه . و ذلك حتى يفهم المتلقي أن للمسيح المحمدي مقاما مختلفا عنهم ؛ فمقامه يشبه مقام روح القدس صفاتا ، و هذا لا يصح إلا للإمام المهدي الأعظم عليه السلام ؛ لأنّه ـ عليه السلام ـ صاحبُ روح القدس بالأصالة . فتقديسُ الإمام المهدي لا يعكِسُهُ سوى بعثته على مقام المسيح ابن مريم الموسوي عليه السلام يقدس أرض الدين من دجّالها الذي عاث فيها ظلما و فسادا . فيجدد أرض الدين ؛ و تنموا الزروع و الثمار ، فتظهر خيراتها بعد أن تخضرُّ و تتقدّسُ . و تذهبُ الصفاتُ السبعية و الوحشية ، و يرتفعُ الشّنآنُ بين أهلها ، و يزولُ الأذى و لا يبقى إلاّ الإسلام ـ السلام ـ . و هذا هو معنى تجلّي الإسم الأعظم على الأرض في آخر الزمان ، و هذا لا يتحقق إلاّ بصاحبها الإمام المهدي عليه السلام بصفته الوارث لها ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّا نَحْنُ نَرِث الْأَرْض وَ مَنْ عَلَيْهَا وَ إِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( 40 ) " سورة مريم . فقوله تعالى : " إِنَّا نَحْنُ نَرِث الْأَرْض وَ مَنْ عَلَيْهَا وَ إِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ( 40 ) " سورة مريم . يكون بإنزال المسيح عيسى ابن مريم المحمدي ببعث الإمام المهدي حتى يعيد الأرض إلى الله تعالى ؛ ورد في تفسير الإمام الجيلي لقوله تعالى : " وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) " سورة الأنبياء . : " ... هو خليفة الله المهدي ، الصالح للوراثة الإلهية ، الذي يستأثِرُ بالخلافة الإلهية الذاتية ؛ لخصوصية ليست في غيره . قلت ـ أي الإمام الجيلي ـ : " ليست في غيره و لا ينبغي أن تكونَ في غيره ؛ لأنّه صاحبُ الملك و الذاتية و الوليّ بالأصالة كان وليّاً و آدم بين الماء و الطين " " .
إن " أحمد " إسمُ للولاية و للخلافة . و الأولياءُ ، هم خلفاء الإسلام و ورثة روحانيون للنبي صلّى الله عليه و سلّم ؛ لأنّه أوّل عبدٍ حاز على المحمدية و الأحمدية . فهو الذي اسمُه " محمد " و " أحمد " . و لقد تحقق إسم " محمد " له ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ؛ أي : " المحمدية " في بعثته المباركة الأولى بذاته . و لقد تحقق إسم ـ " أحمد " ـ له ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ أي : ـ " الأحمدية " ـ في بعثته الثانية بنائبه الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام ؛ لأنه " خاتم الأحمدية " . و بالتالي : " خاتم الولاية " .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............. يتبع بإذن الله تعالى ...............
تعليقات
إرسال تعليق