الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 60 :
الموضوع :
الْإمَامُ الْمَهْدِيُّ ، هُوَ : " الْوَلِيُّ " .
لقد فتحَ النبي صلى الله عليه و سلم باب الأحمدية " و " الولاية الكبرى " و " الإسم الأعظم " على أمته المرحومة ، و ذلك تمهيدا لظهور خاتم الولاية و الوجه الإلهي للخلافة الإنسانية في مظهره الذاتيّ ؛ و المتمثّل في الإمام المهدي عليه السّلام . فهو الملقب ؛ ب " الوليّ " . و لا ولي سواه ـ تعالى ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِىُّ وَ هُوَ يُحْىِ الْمَوْتٰى وَ هُوَ عَلٰى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ( 09 ) " سورة الشورى .
لما سئل النبي صلى الله عليه و سلم " فأخبرني عَنْ الساعة ؟ " .
قَالَ النبي صلى الله عليه و سلم : " ما المسئول عَنْها بأعلم مِنْ السائل " .
قَالَ جبريل عليه السلام : فأخبرني عَنْ أماراتها؟ قَالَ : " أن تلد الأمة ربتها " .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ رحمه الله تعالى .
أقول :
إن من المعاني الروحانية لقوله صلى الله عليه و سلم : " أن تلد الأمة ربّتها " ؛ أي : أن يظهرُ وجهُ الربّ فيها ، و يظهر مظهره الذاتيّ ، و هو الوجه الإلهي و المحتد الذاتيّ المودع في المخلوق . أي أن من علامات الساعة : استواء الإسم الأعظم بظهور الإمام المهديّ عليه السلام . فتلد الدنيا الإمام المهدي عليه السلام . و يكون علما على قيام ساعتها .
يقول الإمام الجيلي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه مبينا إسم " الولي " : " هو المتولّي أمر الوجود بذاته ، المتجلّي بذلك بأسمائه و صفاته . فكلّ ما عليه الكون من الظهور و البطون و التبديل و التغيير و التحويل و النقص و الكمال و الإيجاد و الإعدام و التقدم و التأخير و الحدوث ، و غير ذلك ممّا هو للوجود بأسره . فالله سبحانه و تعالى متولّي أمر ذلك . فجميعه راجع إليه صورة و معنى ، وجوداً و حكما . و هذا الإسم يستحقّه الإنسان الكامل ؛ إذا كان الإنسانُ متوليّاً لله بذاته و صفاته لذاته و صفاته . و كان التولّي الإلهي للعالم الكوني راجعا إليه كما هو راجع إلى الله تعالى . فيكون الوليّ هو الله تعالى . قال الله عزّ وجلّ " فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ( 09 ) " سورة الشورى . و قال : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) " سورة يونس . فالله ولي العالم ، و الإنسان الكامل ولي الله . و هذا الأسماء إسم من أسماء الصّفات . و صفته : الولاية .
و هي عبارة عن مرتبة التصرّف الكمالي في الوجود من غير مانع و لا عجز و لا عن نيابة . بل تصرف المالك في ملكه . و ذلك هو مقام القطب الأكبر الغوث الجامع ـ رضي الله عنه ـ " كتاب " الكمالات الإلهية " ، باب : " معرفة ما لله من الأسماء و الصفات " ، فصل : " إسمه " الوليّ " " .
أقول :
لقد بين الشيخ الجيلي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه مرتبة " الوليّ " . فعلم بذلك حقيقة الشخص الظاهر بهذه المرتبة ، و هو الإمام المهدي عليه السلام ؛ لقوله رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " و هو مقام القطب الأكبر الغوث الجامع " . " وَ لَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الْفِتَنِ | بابٌ : شِدَّةُ الزَّمَانِ . و لذلك وصف النبي صلى الله عليه و سلم المسيح ابن مريم المحمدي عليه السلام كما وصف الإمام الجيلي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه الإمام المهدي ـ أي : " الغوث " ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم على لسان " مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ " : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ " الْغَوْثُ " . ثَلَاثًا . " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ | حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ . فالإمام المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام هو الخليفة الوحيد الذي يظهر في آخر الزمان و لا خليفة بعده ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ ، وَ لَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ ، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " مسند أحمد |مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ . و قوله صلى الله عليه و سلم : " ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فكيف سينزل بعد خليفة الله المهدي خليفة إسمه المسيح عيسى ابن مريم ؟ فيا سعد من عرف إمام زمانه و آمن به نبيا و بايعه مهديا و كان من أتباعه المخلصين مسيحا.
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........... يتبع بإذن الله تعالى ..................
تعليقات
إرسال تعليق