الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 54 :
الموضوع :
لماذا يقتل المسيح المحمدي المسيح الدجال ؟
إن خروج المسيح الدجال بمظاهر الألوهية و خروج الإمام المهدي عليه السلام في مقام العبودية في زمنه ؛ دليل على كونه ـ عليه السلام ـ الخليفة الذاتي و المسيح ابن مريم المحمدي عليه السلام .
يقول بعض الناس : إذا كان الإمام المهدي هو ابن مريم المحمدي ؛ فلماذا لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم أن الإمام المهدي يقتل المسيح الدجال ؟ و لماذا كرر في أحاديثه النبوية المشرفة أن المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام هو من يقتل المسيح الدجال ؟ و الجواب ؛ هو :
إلى جانب وجود أحاديث نبوية مشرفة تؤكد أن الإمام المهدي عليه السلام هو من يقتل المسيح الدجال ؛ فإن الواحدية مظهر الألوهية من حيث الوحدة و الكثرة . فمن حيث الوحدة ذات ، و من حيث الكثرة أسماء . و حكم الإمام المهدي ذاتيّ أسمائيّ . و عالَمُ الأسماء هو العدلُ ، لأنّه يُعطي كلّ إسمٍ حقّه ، و إن تجليات أسمائه ـ تعالى ـ بحقها و تمامها على الوجود دليل على ذلك ؛ بدليل قوله تعالى : " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ " سورة الملك . و بما أن الإمام المهدي عليه السلام مظهر الذات الإلهية و حامل إسمه الأعظم ؛ فإنه يظهر بالعدل كما ورد في الأحاديث النبوية المشرفة . فيقضي على المسيح الدجال ذاتا و أسماء . ثم يرتقي إلى مقام يكون فيه المسيح عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ فيقضي على المسيح الدجال صفاتا . و ذلك حتى تتقدس أرض الدين من فتنته و فساده .
إن الأرض عالمُ الخلافة و العبودية ، فمن ظهرَ فيها بالربّوبية فهو دجَّالٌ . فالأرض هي أرضُ التجلّي ، و السماء هي سماء الرّبوبية ، و الألوهية هي الجامعة بين الشقّين و حقيقتهما ؛ بدليل قوله تعالى : " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ " ﴿الرحمن:19-20﴾. أي بحر العبودية و بحر الألوهية . فمن تجاوز بحر العبودية إلى بحر الربوبية ، فهو دجال . و لذلك ؛ فقد وصفَ الله تعالى عبده الإمام المهدي عليه السلام في سورة الكهف المخصوصة بدفع فتنة المسيح الدجال ؛ بقوله : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا " سورة الكهف . فهو عبد محض . و قد وصفه ـ عز و جل ـ : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61 ) " سورة الزخرف . فتدبر في قوله تعالى : " إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) " .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............. بتبع بإذن الله تعالى ...............
تعليقات
إرسال تعليق