الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 56 :
الموضوع :
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 56 :
الموضوع :
جمالُ " خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " .
يقول الله تعالى : { وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ ( 01 ) وَ طُورِ سِينِينَ ( 02 ) وَ هَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ( 03 ) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( 04 ) } سورة التين .
أقول :
إن المقصود ؛ ب : " الإِنسَانَ " في هذه الآية الكريمة هو آدم عليه السلام و بنيه . فقد خلقه الله تعالى في " أحسن تقويمٍ " . أي مخلوق على صورة و تقويم الخليفة الأعظم ـ الإمام المهدي عليه السلام ـ .
إن أجمل خلقة إنسانية قد وهبت من الله تعالى للإمام المهدي عليه السلام ؛ لأنه لا نظير له في المظهر الخلقي و الجوهر الحقيّ . فهو الذي ارتفعَ عن الخلقية في حقيقته ؛ لكونه قد حمَلَ سرّ المستخلفَ و ظهرَ به في الوجود بذاته . أما النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فهو أجمل مخلوق على الإطلاق . و إنّهُ لا تعارضَ بين القولين ؛ فالنبي صلى الله عليه و سلم سيّد الجمال و الكمال ، فهو أفضل الخلق و سيّد الكمالات ، بل و إنه الإنسانُ الكامل . و لقد بعثه الله تعالى حتى يشهدَ على جمال و كمال و جلال الخليفة . إلاّ أنّ الإمام المهدي عليه السلام يمثا حالةٌ خاصّة . و لا مقام للغيرة ؛ لأنه غلامه . و لا يغار الأب من إبنه على ما رزقه الله تعالى من النعم المادية و المعنوية ، كما أن الإبن البار ينسب كل فضل نازل عليه إلى الله تعالى ثم أبيه ؛ لأن كل ما ناله لم يكن ليحدث لولا أبيه .
إن للإمام المهدي عليه السلام جمالا خلقيا و حسنا تقويميا فاقَ كلّ جمالٍ و كلّ حسنٍ حتى وصفه النبي صلى الله عليه و سلم بأنه ـ عليه السلام ـ طاووسُ أهل الجنّة ؛ لقوله : " المهدي طاووس أهل الجنّة " . فهو ـ عليه السلام ـ بمثابة طير الطاووس من بين طيور الجنة ، و ذلك حتى يُحاكي متعة العينِ . فهو من أجمل الطيور و أبهاها ، متعدد الألون ؛ مزركشٌ متناسقٌ له من كلّ لونٍ نصيبٌ . و دلالة هذا التشبيه النبوي ، أن للإمام المهدي عليه السلام من كلّ جمالٍ نصيبٌ ؛ لأنّ الجمال قد برز منه ـ عليه السلام ـ إلى غيره . فالمراد من " خَلِيفَةً " في قوله تعالى : { وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً ... } [ سورة البقرة : 30 ] . هو الخليفة الإنساني الذي تعيّن في جميع مراتب الإنسان بين أنبياءٍ و أولياءٍ و عوام الناس . أي أنه " صاحبُ الرّتبة الشريفة " . فالخليفة لا تعني سوى أنّه النبيّ و الوليّ و الصديق و الفاروق و جميع الرّتب إلى منتهاها . فالخليفة الأول هو الظاهرُ بها جميعها ، و لقدثبتت كلها للإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام . فأفهم هذه الحقيقة على عزتها و غرابتها !
لقد رأى النبي صلى الله عليه و سلّم جمال الذات الإلهية و آثارها في الخلق بسر الخليفة و شهوده . فكمال الأمة المحمدية لا يتحقق إلا بإتباعه صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : { وَ هَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ( 03 ) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( 04 ) } سورة التين . فقوله تعالى : " وَ هَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ( 03 ) " إشارة إلى الكعبة الشريفة و المسجد الحرام و بيت الله الحرام . و هم بدورهم يرمزون إلى " المقام الذاتيّ " الذي وُهبَهُ النبي صلى الله عليه و سلّم ، و لقد نال هذا المقام إبراهيم عليه السلام و غيره من الأنبياء عليهم السلام . و من هنا يتسمى من وصل إلى هذا المقام ؛ أي الذين تحققوا بقوله تعالى : { ... وَ اتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِۦمَ مُصَلًّى ... } [ سورة البقرة : 125 ] . ب : " أهل البيت " ؛ بدليل قوله تعالى : { قَالُوٓا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكٰتُهُۥ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } [ سورة هود : 73 ] . و قد يتحقق ماديا و معنويا كباهما ، و هم أصحاب القبلة الذاتية . و لقد صح للأنبياء عليهم السلام و الأولياء رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنهم هذا المقام بواسطة خاتم الأولياء ، لأنه صاحبُ القبلة الذاتية بالأصالة ؛ بدليل أن النبي صلى الله عليه و سلم قد وصف الإمام المهدي عليه السلام بأنه من أهل البيت مع أن ملايين الصلحاء رحمهم الله تعالى في هذا المقام . فهو المعنيّ الأوّلُ و السيّد الأوّلُ المرتبطُ بالبيت الحرام ، فليس المراد من هذا الحديث النبوي الشريف أنه من أهل البيت فقط كما يزعم البعض ؛ لأنّه قبلة الأرواح و قطب الخلائق و غوثها ... الحجر الأسود .
إن مقام الإمام المهدي عليه السلام هي القبلة التي رضي بها النبي صلى الله عليه و سلم ، و المبينة في قوله تعالى : { ... قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ... } سورة البقرة . فهي قبلة ذاتية أصلية . فكانت كما قال تعالى : { إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ( 01 ) } سورة الفتح . و تحققت من خلال قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ( 10 ) } سورة الفتح . فنال النبي صلى الله عليه و سلم شرف كون غلامه من أهل البيت أصالة و حقيقة . و بهذا بشر فاطمة رضي الله تعالى عنها و رضي عنها في الحديث المشهور .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ............
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ............
تعليقات
إرسال تعليق