التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علاقة " الصلاة الإبراهيمية " ؛ ب : " آية ختم النبوة القرآنية " .

 
الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 47 :
الموضوع :

علاقة " الصلاة الإبراهيمية " ؛ ب  :  " آية ختم النبوة القرآنية " .



      يقول الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً ( 56 ) " سورة لأحزاب .


أقول :
      إن صلاة الله تعالى على النبي صلى الله عليه و سلم ؛ هي : التجلّي عليه بالأفضال الربانية و الكمالات الإلهية . فهو صاحبُ المقام المخصوص بالتجليّات الإلهية التامة ، و هو صاحبُ التمكين الرّاسخ و الكمال الأكمل . و كل هذا بتقدير إلهي أزلي في أم الكتاب ، ففي رواية : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و آله وسلم : متى استنبئت؟ قال : " و آدم بين الروح و الجسد حين أخذ مني الميثاق " .  بل و زد عليه أن يكون " خاتم النبيين " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَ إِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ | حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ .

     

       إن كون النبي صلى الله عليه و سلم " خاتم النبيين " ؛ يعني أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ هو الذي ختمَ الله تعالى به كمالات النبوة ، بل و قد استوفاهُ ـ عز و جل ـ إياها إلى أقصاها و نهايتِها و حدِّها و آخريتها ، فلا زيادة عليه و لا شيء بعده في ذلك الختم ، كما تَختمُ رسالةً أو حساباً فلا يَقدِرُ أحدٌ أن يضيف عليه أو يزيد ، و يُقالُ : " رسالة مختومة " أو " حساب مختومٌ " . و لهذا تجد أن الله تعالى يخاطب الأنبياء عليهم السلام بأسمائهم ، إلا النبي صلى الله عليه و سلم ؛ فيخاطبه ؛ ب : " يا أيّها النبيّ " و " رَسُولِ اللَّهِ " و " خَاتِمِ النَّبِيِّينَ " و كأن هذه ألقاب و صفات له ـ صلى الله عليه و سلم ـ خاصة به لا يشاركه فيها أحد لعظم مقامه !!

     لقد قامت " العبودية " على " الولاية " ، لأنّها عامّة على عكس النبوة . و منه ، فإن " خاتم الأولياء " ؛ هو : صاحبُ العبودية المطلقة . فهو الذي ختم الله تعالى به كمالات الولاية ، بل و قد استوفاهُ ـ عز و جل ـ إياها إلى نهايتها وحدّها و غايتها و أقصاها .

      لا شك أن الله تعالى هو " الولي " بنص القرآن الكريم ، و لا يتجلى الوليّ ـ عز و جل ـ إلا بخاتمها في الصورة الآدمية عند مقام العبودية ، و ذلك عن طريق الإمام المهدي عليه السلام . فهو صاحبُ الكمالات الربّانية المثلى و الأخلاق الإلهية العليا في مقام الخصوصية و الربّوبية . فأفهم ذلك !
      إن مصطلح " خاتم الولاية " لم يظهر تشريعاً لأنَّهُ مكتومٌ ، و معرفتُهُ من الأسرار الإلهية . و لذلك لم يكتب عن هذا الخاتم المعظم إلا القلة ؛ مثل الكبريت الأحمر و الحكيم الترمذي و الشيخ الجيلي و غيرهم من العارفين بالله تعالى .


     يقول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " و كذلك خاتم الأولياء ؛ كان وليا و آدم بين الطين والماء . و غيره من الأولياء ما كان وليّا إلّا بعد تحصيله شرائط الولاية من الأخلاق الالهية في الاتّصاف بها من كون الله تعالى تسمّى " بالوليّ الحميد " . فخاتم الرسل من حيث ولايته ، نسبته مع الخاتم للولاية نسبة الأنبياء و الرّسل معه ، فإنّه الوليّ الرسول النبي " .

أقول :
     
إن الله تعالى ما تسمى ؛ ب : " النبي " . و ذلك رغم كون النبي صلى الله عليه و سلم رسول الله وخاتم النبيين و مظهراً للذات و مجلًى للأسماء و الصّفات . و لكنّه ـ تعالى ـ تسمّى ؛ ب : " الوليّ " . و ذلك لسر عظيم ، سنتناوله بعد قليل .
     و معنى كلامه ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه و رضي عنه ـ أن خاتم الأولياء في الأولياء ـ بما فيهم الأنبياء عليهم السلام ـ كما هو خاتم النبيين في الأنبياء عليهم السلام . فكلاهما قدريان غير شرعيان بتحصيل لشروط الولاية و النبوة على التوالي . فهو صاحبُ الوجهة الإلهية المثلى ، و سر ذلك يكمن في قوله رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " من كونِ الله تعالى تسمّى بالوليّ الحميد " .

      إن ولاية النبي صلى الله عليه و سلم مع خاتمها ، كما هي نبوة الأنبياء عليهم السلم مع خاتمها . فولايته ـ صلى الله عليه و سلم ـ تابعة لولايته ـ عليه السلام ـ ، كما أن نبوتهم ـ عليهم السلام ـ تابعة لنبوته ـ صلى الله عليه و سلم ـ .




و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ..............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 37 : الموضوع : الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .       يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى في كتابه " الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل " ؛ ما يلي : ـ ذاتٌ لـهـا في نفسها وجْهَـانِ * للسّفل وجهٌ و العُلا للثانـي . ـ و لكلّ وجْهٍ في العـبـارة و الأدا * ذاتٌ و أوصافٌ و فِعْلُ بَيَانِ . ـ إن قلت واحدة صدقْتَ و إنْ تقُلْ * اثـنانِ حـقّاً إنّـه اثنـانِ . ـ أو قلتَ لا بل إنّهُ لمثلّثٌ * فصدقْتَ ذاك حقيقةُ الإنسانِ . ـ أنظر إلى أحدية هي ذاتُهُ * قل واحدٌ أحدٌ فريدُ الشانِ . ـ و لئن ترى الذاتين قلت لكِوْنِهِ * عبدًا و ربًّا إنّه اثنانِ . ـ و إذا تصّفحتَ الحقيقة و التي * جمَعَتْهُ ممّا حكمُه ضدّانِ . ـ تحتارُ فيهِ فلا تقولُ لسُفلِه * علو و لا لعلوّه داني . ـ بل ثمّ ذلك ثالثاً لحقيقة * لحقت حقائق ذاتها وصْفانِ . ـ فهي المسمّى أحمد من كون ذا * و محمّد لحقيقة الأكوانِ.  ـ و هو المعرّف بالعزيز و بالهدى * من كونه ربّاً فداهُ جناني . ـ يا مركز...