الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 28 :
الموضوع :
" " الإمام المهدي " ... حسنة من حسنات النبي" " .
لقد إتفقت معظم الفرق الإسلامية على ظهور "خاتم الأولياء " في آخر الزمان . و هذا إن دل فإنما يدل على أن بعثة هذا الخاتم من معاني و مظاهر تشريف النبي صلى الله عليه و سلم . فمن معاني ظهور " خاتم الأولياء " في آخر الزمان أن هذه المنزلة ثابتة للنبي صلى الله عليه و سلم ، لأن خاتم الأولياء يمثل باطن خاتم النبيين . و ذلك بإعتبار أن " الولاية " هي : الوجهة الإلهية للنبوة . أو بعبارة أخرى : " الولاية باطن النبوة " . و إن من معاني ظهور النبي صلى الله عليه و سلم في حلة " خاتم الأولياء " أن أعظم منازل الولاية ستكون له ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، كما كانت أعظم كمالات النبوة له ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، والتي بها أصبح " خاتم النبيين " .
إن زمان النبي صلى الله عليه و سلم يمتد من لحظة بعثته إلى لحظة زوال الحياة الدنيا . وبالتالي ؛ فإن ظهور " خاتم الأولياء " من زمانه المبارك و من أمته المرحومة يدل على أن ما يناله " خاتم الأولياء " إنما يكون بواسطته ـ صلى الله عليه و سلم ـ . فتأمل في ذلك الشرف العظيم الذي ناله ـ صلى الله عليه و سلم ـ .
لقد قلنا قبل قليل أن " خاتم الأولياء " ، هو باطن " خاتم النبيين " . أي أن للنبي صلى الله عليه و سلم مقامان عظيمان ؛ هما : " خاتم النبيين " و " خاتم الأولياء " . أما الأول ؛ فقد تحقق ببعثته المباركة الأولى . و أما الثاني ؛ فقد تحقق ببعثته المباركة الثانية في شخص الرجل الفارسي ؛ تحقيقا لقوله صلى الله عليه و سلم عند تفسيره لنبإ بعثته الثانية المبينة في قوله تعالى : " يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 1 ) هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّۦنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايٰتِهِۦ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰبَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلٰلٍ مُّبِينٍ ( 2 ) وَ ءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 3 ) ذٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 4 ) " سورة الجمعة . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَ فِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ، ثُمَّ قَالَ : " لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ - أَوْ رَجُلٌ - مِنْ هَؤُلَاءِ " صحيح البخاري | كِتَابُ التَّفْسِيرِ | سُورَةُ الْجُمُعَةِ | بَابٌ : قَوْلُهُ : وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ .
إن هذا الرجل الفارسي هو الإمام المهدي عليه السلام ، لأنه هو الذي يبعث في آخر الزمان ممثلا للنبي صلى الله عليه و سلم ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ ، وَ لَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ ، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " مسند أحمد | مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ .
لا شك أن مقام " ختم الولاية " من مقاماته ـ صلى الله عليه و سلم ـ ، لأنه ظهر بفضل فيوضه المقدسة ، إلا أن هذا لا يعني تداخل مقام الإمام المهدي و سيده النبي ـ عليهما السلام ـ . إذ أن مقام " ختم الولاية " للنبي صلى الله عليه و سلم قمرية مستفادة من مقام " ختم الولاية " للإمام المهدي عليه السلام ، و ذلك بالرغم من أن النبي صلى الله عليه و سلم نال وجها كاملا من مقام " ختم الولاية " . و تجدر الإشارة مرة أخرى إلى أن مقام " ختم الولاية " للإمام المهدي عليه السلام ما هو إلا حسنةٌ من حسناته صلى الله عليه وسلّم ، لأنه ـ عليه السلام ـ من أهل بيته نسباً ، و من أمّته اتّباعاً ، فلا يحكم بشريعة غير شريعته صلى الله عليه و سلم ، كما هو معلوم .
يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي مستفتحا قصيدة له :
* فمن شرَفِ النبيِّ على الوجودِ ... ختامُ الأولياءِ من العقود .
كتاب : " عنقاء مغرب " .
أقول :
فانظُرْ ـ أسعدك الله ـ كيفَ ربطَ الشيخ الأكبر بين شرف النبي صلّى الله عليه و سلّم و بظهور خاتم الأولياء عليه السلام . فمن فهم حقيقة مقام " ختم الولاية " ، فإنّهُ يفهم عظمة الشرف في ظهوره في الحياة الدّنيا بإعتباره تجل ثان للنبي صلّى الله عليه و سلّم ، فشرف النبي صلى الله عليه و سلم بكونه واسطة لهذا الظهور و لهذا التجلّي .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " أبشِري يا فاطمةُ ، المهديُّ مِن ولَدِكِ " رواه أبونعيم ، وابن عساكر رحمه الله تعالى .
أقول :
فأنظر ـ هداك الله ـ كيف بشر النبي صلى الله عليه و سلم إبنته فاطمة رضي الله تعالى عنها و رضي عنها بأن الإمام المهدي عليه السلام سيكون من ولدها . و كأنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ يريد أن يقول لإبنته أن هذا الإمام إنما هو مضاف لك ، أي أنه ـ عليه السلام ـ من مظاهر و من معاني زيادة الشرف لك . و هذا إن دل ، فإنما يدل على عظم شرف الإمام المهدي عليه السلام ـ المضاف ـ إلى جانب عظم شرف " خاتم النبيين " و بضعته ـ المضاف إليهما ـ . و بهذا يفهم معنى شعر الشيخ الأكبر بالنظر في معنى حديث النبي صلى الله عليه و سلم . فاتقي الله ، و لا تنكر عجائب فضله على نبيه و خادمه .
" ذٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 4 ) " سورة الجمعة .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............ يتبع بإذن الله تعالى ...............
تعليقات
إرسال تعليق