التخطي إلى المحتوى الرئيسي

" اللٌبِنَةُ الذَّهَبِيَةُ " و " الًَلبِنَةُ الْفِضِّيَةُ " ـ الجزء الأول ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 14 :

الموضوع : 

" اللٌبِنَةُ الذَّهَبِيَةُ " و " الًَلبِنَةُ الْفِضِّيَةُ " ـ الجزء الأول ـ .





      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه : " و لمّا مثل للنبي صلى الله عليه و سلم النبوة بالحائط من اللبن ، و قد كمل سوى بضع لبنة ، فكان صلى الله عليه و سلم تلك اللبنة . غير أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ لا يراها كما قال سوى لبنة واحدة . أمّا خاتم الأولياء لا بد له من هذه الرؤيا ، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و يرى في الحائط موضع لبنتين ، و اللبن من ذهب و فضة ، فيرى اللبنتين اللتين تنقص الحائط عنهما و تكمل بهما ، لبنة ذهب و لبنة فضة ، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع هاتين اللبنتين ، فيكون خاتم الأولياء تلك اللبنتين . فيكمل الحائط . والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر ، و هو موضع تلك اللبنة الفضية ، و هو ظاهرها و ما يتعبه فيه من الأحكام ، كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه ، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بد ان يراه هكذا ، و هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول . فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء " .


أقول :

      لقد شبه الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه " مقام الولاية " ؛ ب : " لبنة الباطن " . و هي نفسها : " لبنة الإسم الأعظم " و " لبنة الذات " و " لبنة حضرة الأحدية " و " لبنة الأحمدية " . و أما " لبنة الظاهر " ؛ فهي : " لبنة إسم الرّحمن " . 

      إن الإمام المهدي عليه السلام الذي ؛ هو : " خاتم الأولياء " حائز على هاتين اللبنتين بالأصالة . و أما النّبي صلّى الله عليه و سلّم الذي ؛ هو : " خاتم النبيين " فحائز على اللبنة الفضية بالأصالة . فما من أحمديّة يتحقّق بها الأولياء إلاّ و هي للنبيّ صلّى الله عليه و سلّم . فالإمام المهدي " معطي " بإفاضته من ولايته ، و النبي صلى الله عليه و سلم " قاسم " بإفاضته من نبوته . 

      لقد صرح الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه بأن الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام قد شهد اللبنتين الذهبية و الفضيّة ، و بين السبب في ذلك ؛ بقوله : " والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر ، و هو موضع تلك اللبنة الفضية ، و هو ظاهرها و ما يتعبه فيه من الأحكام ، كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه ، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بد ان يراه هكذا ، و هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول . فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء " .

      لا شك أن المسيح المحمدي عليه السلام هو : " خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ " .  و عليه ؛ فمن الطبيعي أن يكون ـ عليه السلام ـ " عين الوجود " . و كيف لا يكون كذلك ؛ و هو : " خليفة إسم الله " . كما أنه ـ عليه السلام ـ باطن النبي صلى الله عليه و سلم ؛ لأن " إسم الله " باطن " إسم الرحمَن " . و كما يقال : " الولاية باطن النبوة " . فأفهم ذلك أيضا !




و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............. يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 37 : الموضوع : الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .       يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى في كتابه " الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل " ؛ ما يلي : ـ ذاتٌ لـهـا في نفسها وجْهَـانِ * للسّفل وجهٌ و العُلا للثانـي . ـ و لكلّ وجْهٍ في العـبـارة و الأدا * ذاتٌ و أوصافٌ و فِعْلُ بَيَانِ . ـ إن قلت واحدة صدقْتَ و إنْ تقُلْ * اثـنانِ حـقّاً إنّـه اثنـانِ . ـ أو قلتَ لا بل إنّهُ لمثلّثٌ * فصدقْتَ ذاك حقيقةُ الإنسانِ . ـ أنظر إلى أحدية هي ذاتُهُ * قل واحدٌ أحدٌ فريدُ الشانِ . ـ و لئن ترى الذاتين قلت لكِوْنِهِ * عبدًا و ربًّا إنّه اثنانِ . ـ و إذا تصّفحتَ الحقيقة و التي * جمَعَتْهُ ممّا حكمُه ضدّانِ . ـ تحتارُ فيهِ فلا تقولُ لسُفلِه * علو و لا لعلوّه داني . ـ بل ثمّ ذلك ثالثاً لحقيقة * لحقت حقائق ذاتها وصْفانِ . ـ فهي المسمّى أحمد من كون ذا * و محمّد لحقيقة الأكوانِ.  ـ و هو المعرّف بالعزيز و بالهدى * من كونه ربّاً فداهُ جناني . ـ يا مركز...