التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو : " صاحب الإمامة العظمى " و " الروح الأعظم " ـ الجزء الثاني ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 12 :

الموضوع : 

الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو : " صاحب الإمامة العظمى " و " الروح الأعظم " ـ الجزء الثاني ـ .





      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " إني جاعل في الأرض " خليفة " يُؤمن به من كل خيفة ، أعطاه التقليد ، و مكّنه من الإقليد ، فتحكّم به في القريب و البعيد ، و جعله عينَ الوجود ، و أكرمه بالسجود ، فهو الرّوح المطهّر و الإمام المدبِّر ، شفّعَ الواحدَ عينه ، و حكم بالكثرة كونَه ، و إن كان كل جزء من العالم مثله في الدلالة ، و لكنّه ليس بظلّ ؛ فلهذا انفرد بالخلافة ، و تميز بالرسالة فشرّع ما شرع ، و أتبَع و اتّبع ؛ فهو واسطة العقد ، و حامل الأمانة و العهد " .


أقول :

      لقد بينا في منشورات سابقة بفضل الله تعالى أن " الخليفة " ؛ هو : " الروح الأعظم " و " الإمام المبين " و " الكتاب " . فها هو الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه يؤكد ذلك ؛ بقوله : " فهو الرّوح المطهّر و الإمام المدبِّر " و أنه ـ عليه السلام ـ : " واسطة العقد ، و حامل الأمانة و العهد " . بل أضيف عليها ، و إن كان هذا لآدم الإنسانية عليه السلام في الإبتداء و بالظل ؛ فإنه لآدم الأمة المحمدية في النهاية و بالأصل .

      إن قوله رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " و هو واسطة العقد ، و حامل الأمانة و العهد " . معناه : أنه ـ عليه السلام ـ كان واسطة العقد الذي به شهد من شهد الحضرة الأحدية من أهل الكمال و الخلافة أو من أهل التحقّق بعلم الأسماء الحسنى . و إن إحدى مفاهيم " عِلْم الأسماء " المذكورة في قوله تعالى " وَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا " ، هي : " حضرة الرّوح الأعظم " ؛ لأنّه ـ عليه السلام ـ هو " الحضرة الأسمائية الجامعة " أو  " حضرة الأعيان الثابتة المتجليّة من سرّ الذات " . فأفهم ذلك ! 

      و أما قوله رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " و إن كان كل جزء من العالم مثله في الدلالة ، و لكنّه ليس بظلّ ؛ فلهذا انفرد بالخلافة " . فمعناه : أن جميع الذين شهدوا الحضرة الأحدية بالإسم الأعظم هم في الحقيقة أهل شهود و نيابة ، فكانوا كالظلّ . و ذلك على عكس الإمام المهدي عليه السلام الذي هو عين الذات و سره أو قل إن شئت هو عين " الرّوح الأعظم " .
فأحدية الخلفاء ظلالية و شهودية و ليست حقيقة عينية . فأفهم ذلك !

      إن أفضلية الخلفاء رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه على الملائكة ثابتة من القرآن الكريم ؛ بدليل قوله تعالى : " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 28 ) " سورة آل عمران . فأنظر كيف ابتدأ بنفسه ـ سبحانه ـ بشهادته على وحدانيته و أحديته ـ عز و جل ـ ، ثمّ ثنّى ذلك ؛ ب : " الْمَلائِكَةُ " ، ثمّ ثلّث ذلك ؛ ب : " أُوْلُواْ الْعِلْمِ " . فإذا علمت أن الله تعالى ؛ هو : " صاحب الأولية " ، و أن " الملائكة " ؛ هم : " أصحاب العالم الوسطي " ، و أن " الإنسان الكامل " ؛ هو : " صاحب الآخرية " . فأعلم أن " الآخرية " ؛ هي : عين إثبات " الأولية " له في السر . أي : أن " أُوْلُواْ الْعِلْمِ " ؛ هم أهل العلم بالله تعالى إلى سرّ " الإسم الأعظم " .  فعلمهم قام به ـ عز و جل ـ . و لذلك فإن مرتبة " الروح الأعظم " في عالم الخلق أعظم من مرتبة " الروح الأعظم " في عالم الأمر ، أي أن الإمام المهدي عليه السلام أفضل من ملك الوحي جبريل عليه السلام . فأفهم ذلك أيضا ! 





و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............. يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 37 : الموضوع : الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .       يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى في كتابه " الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل " ؛ ما يلي : ـ ذاتٌ لـهـا في نفسها وجْهَـانِ * للسّفل وجهٌ و العُلا للثانـي . ـ و لكلّ وجْهٍ في العـبـارة و الأدا * ذاتٌ و أوصافٌ و فِعْلُ بَيَانِ . ـ إن قلت واحدة صدقْتَ و إنْ تقُلْ * اثـنانِ حـقّاً إنّـه اثنـانِ . ـ أو قلتَ لا بل إنّهُ لمثلّثٌ * فصدقْتَ ذاك حقيقةُ الإنسانِ . ـ أنظر إلى أحدية هي ذاتُهُ * قل واحدٌ أحدٌ فريدُ الشانِ . ـ و لئن ترى الذاتين قلت لكِوْنِهِ * عبدًا و ربًّا إنّه اثنانِ . ـ و إذا تصّفحتَ الحقيقة و التي * جمَعَتْهُ ممّا حكمُه ضدّانِ . ـ تحتارُ فيهِ فلا تقولُ لسُفلِه * علو و لا لعلوّه داني . ـ بل ثمّ ذلك ثالثاً لحقيقة * لحقت حقائق ذاتها وصْفانِ . ـ فهي المسمّى أحمد من كون ذا * و محمّد لحقيقة الأكوانِ.  ـ و هو المعرّف بالعزيز و بالهدى * من كونه ربّاً فداهُ جناني . ـ يا مركز...