التخطي إلى المحتوى الرئيسي

" خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " ـ الجزء الرابع ـ .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 09 :

الموضوع :

 " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " ـ الجزء الرابع ـ .





يقول الله تعالى : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( 1 ) اللَّهُ الصَّمَدُ ( 2 ) لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ ( 3 ) وَ لَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ ( 4 ) " سورة الإخلاص .


أقول : 

      أي : " قُلْ " يا أيها النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ  عن شهودٍ و علمٍ و حقّ يقينٍ ؛ " هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " . و إن في قوله تعالى : " قُلْ " : إشارة إلى تضمين لشهود النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لحضرة الأحدية ، و التحقّق بسرّ الذات ؛ بدليل قوله تعالى : " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى ( 17 ) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ( 18 ) " سورة النجم .

      لقد اصطفى الله تعالى " خلفاء " من بني آدم ، و خلقهم على صورته بإيداعه ـ عز و جل ـ سره فيهم ، فصحّ لهم الفناء فيه و البقاء به ؛ بدليل قوله تعالى : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ و نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَهُۥ سٰجِدِينَ ( 72 ) " سورة ص . فبهذه " النفّخة " من " روح الله " صحّت لآدم عليه السلام الصورة و الخلافة الأسمائية . و عليه ؛ فإنّ شهود الحضرة الأحدية ما كان ليكون لولا وجود صاحبها في هذه الرّتبة و في هذا السرّ الذاتيّ . و منه ؛ فإنّه ـ عليه السلام ـ قد وقع في ذات الله تعالى به . فما شهد الخلفاء شهود الذات إلا بمرآته ـ عليه السلام ـ . فأفهم ذلك !

       إن الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام من أمّته صلّى الله عليه وسلّم ، و لقد حاز على مرتبة ختم الولاية بولايته ـ صلى الله عليه و سلم ـ . و " النبوة " بنبوته ـ صلى الله عليه و سلم ـ .

      لا شك أن صاحب الصورة الأصليّ و صاحب المرتبة و الختم ؛ هو : " الوليّ الختم " و " الوليّ المحض " . فهو " الوليّ " بالأصالة الذي كان وليّاً و آدم منجدل بين الماء و الطين . و إن " ختْمُ الولاية " ؛ يعني : التحقّق بمسمّى " الوليّ " كاملاً ، و هذا لا يكون إلا ؛ ل : " صاحب الذات " و " الإسم الأعظم " ، الذي هو نفسه : " صاحب الأحدية " و " صاحب كنه الذات " .

      و أما قوله تعالى : " اللَّهُ الصَّمَدُ " ؛ فهي للتعريف بمرتبة هذا الختم ، و التعرف على اللاّبس الحقيقيّ له ـ أي : " السيّد الصّمد " ـ . فهو الدرّة اليتيمة ، و الياقوتة الفريدة . نعم ؛ إنه " الْخَلِيفَةُ الصَّمَدُ " الذي " لَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ " .




و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 37 : الموضوع : الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .       يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى في كتابه " الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل " ؛ ما يلي : ـ ذاتٌ لـهـا في نفسها وجْهَـانِ * للسّفل وجهٌ و العُلا للثانـي . ـ و لكلّ وجْهٍ في العـبـارة و الأدا * ذاتٌ و أوصافٌ و فِعْلُ بَيَانِ . ـ إن قلت واحدة صدقْتَ و إنْ تقُلْ * اثـنانِ حـقّاً إنّـه اثنـانِ . ـ أو قلتَ لا بل إنّهُ لمثلّثٌ * فصدقْتَ ذاك حقيقةُ الإنسانِ . ـ أنظر إلى أحدية هي ذاتُهُ * قل واحدٌ أحدٌ فريدُ الشانِ . ـ و لئن ترى الذاتين قلت لكِوْنِهِ * عبدًا و ربًّا إنّه اثنانِ . ـ و إذا تصّفحتَ الحقيقة و التي * جمَعَتْهُ ممّا حكمُه ضدّانِ . ـ تحتارُ فيهِ فلا تقولُ لسُفلِه * علو و لا لعلوّه داني . ـ بل ثمّ ذلك ثالثاً لحقيقة * لحقت حقائق ذاتها وصْفانِ . ـ فهي المسمّى أحمد من كون ذا * و محمّد لحقيقة الأكوانِ.  ـ و هو المعرّف بالعزيز و بالهدى * من كونه ربّاً فداهُ جناني . ـ يا مركز...