التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لَيْسَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْإمَامِ الْمَهْدِيِّ وَ النَّبِيُّ الْخَاتِمِيُّ ؛ أَكْثَرَ مَنْ هَذِهِ " . " ـ أي : " النُقْطَةُ " ـ .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .




سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 69 :




الموضوع :

لَيْسَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْإمَامِ الْمَهْدِيِّ وَ النَّبِيُّ الْخَاتِمِيُّ ؛ أَكْثَرَ مَنْ هَذِهِ " . " ـ أي : " النُقْطَةُ " ـ .






      إن حقيقة حرف الألف : نقطتان .

الأولى : النقطة الأعلى : و هي ترمز لحقيقة الوجود و بدايته ، أي : الذات الإلهية بإسمها الأعظم . 

الثانية : النقطة السفلى : و هي بداية ظهور هذا الألف . 

 

      إن الأسماء العالية هي حقيقة كل شيئ ، و هي مراد الله تعالى منه و به ، و إن أصل هذه الأسماء العالية هي الحروف العالية . و الحروف العالية هي نفس حروفنا المعلومة رسماً ، إلا أنها تصبح عالية ؛ لما ترمز إليه في الحقيقةً . فهي روح و حقيقة الحروف النازلة . مثلا : إن ظهور حرف الألف يشكل بداية ظهور الأحدية العلية . أحدية لم تتميز بها حتى أسمائه الحسنى و صفاته العلا . إذا ؛ لقد أراد الله تعالى أن يُعرف فأوجد من يتجلى عليه من خلقه ، و هو الإمام المهدي عليه السلام ... الألف حرفا ، و الواحد رقما .

      لا شك أن الحروف قبل الأرقام ، لأن الأحد لا نستطيع كتابته على شكل رقم مثل الواحد . فهو الحرف الذي لا إعوجاج فيه و لا قيما مثل صاحبه الإمام المهدي عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِىٓ أَنزَلَ عَلٰى عَبْدِهِ الْكِتٰبَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجَا ۜ ( 1 ) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّٰلِحٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ( 2 ) " سورة الكهف .  

      إن الإمام المهدي عليه السلام صاحب الكتاب ، كما أن النبي صلى الله عليه و سلم صاحب القرآن . فالكتاب الذي كتب بالقلم الأعلى عن طريق العقل الأول ؛ قد قدر الله تعالى فيه الوجود و الغرض من إيجاده . أما القرآن ، فهو تحقيق لهذه المقادير و لهذه المرادات .

      لا شك أن الكتاب يتضمن القرآن ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، لكل آية منها ظهر و بطن " . فالظهر هو القرآن ، و البطن هو الحقيقة أو الكتاب . فمن يقرأ كتابا ، فقد يفهم حقيقة مراد كاتبه ، و هذا ليس مفتوحا لأي كان ؛ يقول المسيح الموسوي عليه السلام : " علينا التنزيل و على المهدي التأويل " . و التأويل هي الحقيقة المجردة عن الزيادات .  

      لقد بينا في منشور سابق بفصل الله تعالى أن حرف الألف إذا ما تمدد يصبح حرف الباء ؛ فكأن الأخير ضله . و حرف الباء يرمز إلى مقام النبي صلى الله عليه و سلم في عالم الحقيقة . و لكن حتى تتميز عن الألف ، نضيف لها النقطة ؛ حتى تشير إلى ظهور الوجود و إنفلاق الأكوان . 

      إن الفرق بين الحرفين ؛ هو أن الألف لا يحتمل الغيرية على عكس حرف الباء الذي هو مقام ظهور مقادير الله تعالى و مراداته ـ عز و جل ـ . فبالنقطة التي في الباء ظهر الوجود ، أي بالذات الإلهية و الإسم الأعظم ظهر الوجود عبر حرف الباء الذي يمثل النبي صلى الله عليه و سلم ، و لذلك خاطب الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم معبرا عن منزلته العظيمة ؛ ب : " لولاك ما خلقت الأفلاك " . 

      نعم ، بهذه النقطة تميز العابد من المعبود . فلولا حرف الباء ما ظهر الوجود . و لولا النقطة تحت هذا الحرف ما تميز العابد من المعبود و لا الخالق عن المخلوق . و ذلك لسر دقيق ، و هو أن حرف الباء بلا نقطة إنما هي ألف ممدد أو ظل لها ، و الألف في عالم الحقيقة ؛ هو الحضرة الأحدية ـ عز و جل ـ . إذًا ؛ فإن النقطة هي الأساس في كل شي ، و ما يمثل حرف الباء بدون نقطتها إلا الوجود الغير الظاهر . و بالنقطة يظهر تميز الباء ، و يكون الظهور . فالنبي صلى الله عليه و سلم ؛ هو الفاتح لما أغلق من صور الأكوان ، و هو الخاتم لما سبق من مرادات الله تعالى بها قبل الأزل و الأوان . و كما هو من المعلوم ؛ فإن مراد الله تعالى أسبق . و أما القدر ، فهو لحظة وقوع هذا السابق في عالم الظهور .





و الله تعالى أعلم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

................ يتبع بإذن الله تعالى ............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ البصائر خاتِ

الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 37 : الموضوع : الإمام المهدي في قصيدة الشيخ الجيلي .       يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى في كتابه " الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل " ؛ ما يلي : ـ ذاتٌ لـهـا في نفسها وجْهَـانِ * للسّفل وجهٌ و العُلا للثانـي . ـ و لكلّ وجْهٍ في العـبـارة و الأدا * ذاتٌ و أوصافٌ و فِعْلُ بَيَانِ . ـ إن قلت واحدة صدقْتَ و إنْ تقُلْ * اثـنانِ حـقّاً إنّـه اثنـانِ . ـ أو قلتَ لا بل إنّهُ لمثلّثٌ * فصدقْتَ ذاك حقيقةُ الإنسانِ . ـ أنظر إلى أحدية هي ذاتُهُ * قل واحدٌ أحدٌ فريدُ الشانِ . ـ و لئن ترى الذاتين قلت لكِوْنِهِ * عبدًا و ربًّا إنّه اثنانِ . ـ و إذا تصّفحتَ الحقيقة و التي * جمَعَتْهُ ممّا حكمُه ضدّانِ . ـ تحتارُ فيهِ فلا تقولُ لسُفلِه * علو و لا لعلوّه داني . ـ بل ثمّ ذلك ثالثاً لحقيقة * لحقت حقائق ذاتها وصْفانِ . ـ فهي المسمّى أحمد من كون ذا * و محمّد لحقيقة الأكوانِ.  ـ و هو المعرّف بالعزيز و بالهدى * من كونه ربّاً فداهُ جناني . ـ يا مركز الب