الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 66 :
الموضوع :
" الإسم الْأَعْظُمَ " وَ إسم " اللهَ " .
إن للذات الإلهية قبل أن تخلق خلقها إسما ؛ هو : " الإسم الأعظم " . و هو إسمها بعد خلقها للخلق أيضا .
إن " الله " إسم لمرتبة الألوهية ، و هذه المرتبة تقتضي إيجاده لخلقه . فالله تعالى قبل خلقه للخلق و إيجاده للوجود كان خالقا و موجود . و لكنه ماكان إله إلا بعد أن خلق الخلق و أوجد الوجود . أي : ما ظهر إسم " الله " إلا بعد هذا الخلق و هذا الإيجاد . فالألوهية تقتضي وجود من يتأله عليهم من خلقه ، كما أن الرئاسة تقتضي وجود من يترأس عليهم من رعيته .
لقد جعل الله تعالى الخلق هم من يظهرون بعض أسمائه الحسنى و صفاته العليا ؛ لأنه قبل خلقه كان علي ذو كبرياء و كرم . و أما بعد خلقه للخلق و إيجاده للوجود ؛ فقد أصبح متعاليا و متكبرا و متكرما عليهم . و لذلك ؛ فإن إسم الله تعالى لازم لوجود الخلق .
إن إسم " الله " أعلى مرتبة في الوجود و لكن مع ايجاد الخلق ؛ فهي مرتبة الألوهية الحقة . أما " الإسم الأعظم " ؛ فهو إسم الذات قبل و بعد وجود الخلق . و لتقريب هذا المعنى للأذهان ؛ نضرب مثالا بمخلوقاته ، كما فعل الله تعالى حيال البعوضة في القرآن الكريم . فمثلا ؛ إذا كان هناك شخص إسمه " زيد " ، و مرتبته أنه " رئيس " و " جنرال " . فإن تسميتنا له ؛ ب : "الرئيس " و ب : " الجنرال " صحيحة حتما . إلا أن إسمه " زيد " ؛ هو الإسم الخاص به قبل و بعد إسم " الرئيس " و " الجنرال " . فالذي يعرف الإسم الخاص له ، يعتبر هو الأقرب له . فأفهم ذلك !
إن الإمام المهدي عليه السلام خليفة الله عز و جل الأول و الأصلي ، و كل خليفة لله تعالى هو خليفة عنه ؛ لأن الخليفة أعلى مرتبة من النبي الرسول . و لذلك ؛ فان أهل السماوات و الأرض يقعون له سجدا كما وقعت الملائكة لآدم عليه السلام .
لقد جعل الله تعالى الإنسان محلا لخلافته ، و الخلافة الإلهية تقتضي أن يكون الخليفة ملم بكل أجزاء تلك المملكة التي أستخلف عليها . و لذلك خلق الله عز و جل الإنسان و جمع فيه كل عناصر الكون من الخفيفة ـ أي : الروح ـ إلى الثقيلة ـ أي : التراب ـ ، و هو الذي لم يكن لسواه . فمثلا : الروح خاص بالإنسان لا بالحيوان كما يشاع . و بذلك جعل ـ عز و جل ـ الإنسان ؛ هو المخلوق الوحيد الذي يحتمل كل التجليات الإلهية في ذاته تلك ، و خصوصا " الإسم الأعظم " .
لقد تجلى الله تعالى على الإمام المهدي عليه السلام بإسمه الأعظم ، لأنه ـ عليه السلام ـ صاحب المرتبة العليا في الولاية . فلقد سار بروحه في أرض الخلافة المعنوية إلى أن وصل إلى العرش متدرجا في أراضي التجلي المبينة في سورة الفاتحة . فالله تعالى يتجلى عليه ـ عليه السلام ـ بكل أسمائه المتضادة حتى يشهدها و يكون من أهلها بحسب مقتضى المعرفة الحقيقية لله تعالى . و حاصل الكلام ؛ أن الله تعالى يجذب الإمام المهدي عليه السلام من أقصى مملكته الروحانية إلى قربه ؛ تحقيقا لقوله تعالى : " وَ أَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ " . فينتهي به الأمر إلى أكمل الكمال ، و ليس الكمال فقط .
لقد ورد في السيرة المطهرة للإمام المهدي عليه السلام بتأليف السيد مصطفى ثابت رحمه الله تعالى أن الإمام المهدي عليه السلام أصلح في ليلتين ؛ الثانية منها تعلقت باللسان العربي. أما الأولى ؛ فإنها تشبه ما حدث للنبي صلى الله عليه و سلم مع الملائكة التي شقت صدره .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
........ِ..... يتبع بإذن الله تعالى ..............
تعليقات
إرسال تعليق