رَمْزُ الْإمَامِ الْمُجَدَّدِ الْمَهْدِيِّ عَلَيْهِ السُّلَّامَ فِي عَالَمِيُّ الْحَقَائِقِ وَ الْخَلَائِق .
الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 67 :
الموضوع :
رَمْزُ الْإمَامِ الْمُجَدَّدِ الْمَهْدِيِّ عَلَيْهِ السُّلَّامَ فِي عَالَمِيُّ الْحَقَائِقِ وَ الْخَلَائِق .
لا شك أن الجذب غير السلوك ؛ فلا إله إلا الله " جذب " . و محمد رسول الله " سلوك " . فأما الجذب ؛ فهو السير إلى الله تعالى بلا إجتهاد منك . و أما السلوك ؛ فهو الإلتزام بالشريعة المحمدية مع تحري الكمال .
لا شك أن الله تعالى يبعث مجددا من عباده قد بلغ الختمية عنده ـ عز و جل ـ على رأس كل قرن ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا " سنن أبي داود | أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ | بَابٌ : مَا يُذْكَرُ فِي قَرْنِ الْمِائَةِ . فيكون لهذا المجدد ؛ مشربان :
الأول : من الذات الإلهية عبر خاتم النبيين ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " وَ إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ ، وَ اللَّهُ يُعْطِي " صحيح البخاري | كِتَابٌ : الْعِلْمُ | بَابٌ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا .
الثاني : من إسم من أسمائه ـ تعالى ـ ؛ إذ يتجلى الله ـ عز و جل ـ عليه به على وجه الخصوص . فمثلا : قد قال بعض المتصوفة ؛ أن الله تعالى قد تجلى على الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ؛ بإسمه " العليم " . و إن مثل هذا التجلي لا يعني أن الإمام المهدي عليه السلام ليس صاحب هذا التجلي كما و نوعا ، لأن هؤلاء الأختام يتفاوتون في درجة الختم للإسم الواحد .
لا شك أن الأسماء الإلهية تخلف بعضها بعضا . فأعظم الأسماء ؛ هو : " الإسم الأعظم " ، ثم " هو " ، ثم " اللَّه " ثم " الرَّحْمَن " .
لقد سمى الصوفية الخلفاء الأختام ؛ بالخلفاء الأختام المحمديون ؛ لأن الله تعالى قد ختم كل مجدد منهم بإسم من أسمائه ـ تعالى ـ ؛ أعلاهم إسم " الرَّحِيم " الذي يخلف إسم " الرَّحْمَنِ " الذي تجلى الله تعالى به على النبي صلى الله عليه و سلم .
إن الأسماء على نوعان :
الأول : عالي : لا يعرفه إلا الخواص ؛ مثل : الإسم الأعظم لله تعالى .
الثاني : سفلي : يعرفه العوام ؛ مثل : إسمه ـ عز و جل ـ : الرزاق .
إن نقطة الباء ـ بإعتبار حرف الباء من الحروف العاليات ـ تمثل رمزا للإسم الأعظم ؛ فليس فوقها إلا الذات العلية . و إن من هذه النقطة ؛ قد وُجد الوجود . أما قبلها ؛ فقد كان الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : " كنتُ كنزاً لا يُعرف " . أي كان الله تعالى في العماء الذاتي ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم لما سئل : يارسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ . قال : " كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ، وَ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ ، وَ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ " سنن الترمذي | أَبْوَابُ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ | بَابٌ : وَ مِنْ سُورَةِ هُودٍ . ثم تأتي النقطة التي تمثل قوله : " فأحببت أن أعرف " . فظهرت النقطة من العماء الذاتي ـ تعالى ـ و الغيب المطلق ـ عز و جل ـ . و هي رمز إلى الإمام المهدي عليه السلام ـ صاحب لواء الذات و الأحدية ـ .
إن رمز الإمام المجدد المهدي عليه السلام في عالم الحقائق ؛ هو : " نقطة حرف الباء " . أما رمزه في عالم الخلق ؛ فهو : " حرف الألف " . و هو أول حرف بعد النقطة . و ما الألف إلا نقطة في بدايتها مدت للأسفل ؛ فظهرت صورتها . و الألف ؛ هو : " القلم الأعلى " الذي كتب الله تعالى به كتاب الوجود . بإختصار ؛ إن النقطة هي مقام الخلافة الإلهية من أولهم زمانا و مقاما إلى خاتمهم زمانا و مقاما . فلهم ـ رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ـ مقاما وضلا ، و له ـ عليه السلام ـ حقيقة و أصلا .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
..................يتبع بإذن الله تعالى ................
تعليقات
إرسال تعليق