التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كلمة ختامية للجزء الأول من سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 64 :
الموضوع :

 كلمة ختامية للجزء الأول من سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " .

ـ ؛ بعنوان : جَوَازُ إِطْلَاقِ لَفْظِ صَاحِبِ " مَظْهَرَ الذات " وَ " الرَّبَّ " عَلَى الْإمَامِ الْمَهْدِيِّ عَلَيْهِ السُّلَّامَ . ـ .





      إن قولنا بأن الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو صاحب " مظهر الذات " لا نعني به أنَّهُ الذات بهيئته و مظهره و تشبيهه ، لأن تعالى الله فوق التشبيه و الحلول و الاتِّحاد ؛ بدليل قوله تعالى : " ... لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ... ( 11 ) " سورة الشورى .
      لقد قلنا في مقالات سابقة لمن شاء الإطلاع عليها ؛ أن اسمُ الله ؛ هو إسم لمرتبة روحانية . و هو الإسم الجامع لمراتب الوجود كلها ، إذ به يتحقَّقُ الحاملون للإسم الأعظم . و تحقّقُهُم به يُصطلحُ عليه : الفناء في الذات و البقاء به . فهم ذاتيون اصطلاحاً لا حقيقةً . أما الخليفة الذاتي الحقيقي ؛ فهو الرّوحُ الذي تجلّى الله تعالى فيه و ظهر به ـ عز و جل ـ بذاته . فهو الأصلُ الذي به تجلّى الله عز و جل في عالمِ الظّلال ، فمهما كان من ظلٍّ فلهُ أصلٌ يعودُ إليه ، و هو الخليفةُ الذاتي لا غيره ؛ لأنه أصلُ تلك الظّلال . 
      إن إطلاق لفظة " الربّ " بالمجاز على الإمام المهدي عليه السلام لا حرج فيه ؛  لأنّ سرّهُ ـ عليه السلام ـ هو السرّ الذاتيّ . فهو لطيفته ذاتية أصلية لا صفاتية ظلية ؛ يقول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه في " وصف الخليفة " : " إني جاعل في الأرض " خليفة " ؛ يُؤمن به من كل خيفة ، أعطاه التقليد ، و مكّنه من الإقليد ، فتحكّم به في القريب و البعيد ، و جعله عينَ الوجود ، و أكرمه بالسجود ، فهو الرّوح المطهّر و الإمام المدبِّر ، شفّعَ الواحدَ عينه ، و حكم بالكثرة كونَه ، و إن كان كل جزء من العالم مثله في الدلالة ، و لكنّه ليس بظلّ . فلهذا انفرد بالخلافة ، و تميز بالرسالة . فشرّع ما شرع ، و أتبَع و اتّبع . فهو واسطة العقد ، و حامل الأمانة و العهد " كتاب " الفتوحات المكية " . فتدبر قوله ـ تعالى ـ : " فهو الرّوح المطهّر و الإمام المدبِّر " . و أفهم ذلك !




و الله تعالى أعلم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ..............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 51 : الموضوع : مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .       إن للولاية مرتبتان : الأولى : الولاية العامة : و هي لسائر المؤمنين ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) " سورة البقرة . الثانية : الولاية الخاصة : و هي لأهل الولاية الكبرى و الخلافة العظمى ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .       لا شك ...