الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 58 :
الموضوع :
صاحب " الشمس المغربية الذاتية " ؛ هو الذي وصف ؛ ب : " لَعَلم للساعة " ـ الجزء الثاني ـ .
يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه مبينا وصف المجذوب الأعظم عليه السلام قبل و بعد زمان إنسلاخه من تركيبه العنصري إلى حلية الأسماء الحسنى و الصفات العليا ظليا حتى ينهل من العلم الإلهي اللدني : " و هذا العلم كان علم شيث عليه السلام ، و روحه هو الممدّ لكل من يتكلّم فيه مثل هذا من الأرواح ، ما عدا الخاتم ؛ فإنّه لا يأتيه المادة إلاّ من الله لا من روح من الأرواح . بل من روحه تكون المادة لجميع الأرواح ، و إن كان لا يعقل ذلك من نفسه في زمان تركيب جسده العنصري . فهو من حيث حقيقته و رتبته عالم بذلك كله بعينه ، من حيث ما هو جاهل به من جهة تركيبه العنصري . فهو العالم الجاهل . فيقبل الاتّصاف بالأضداد كما قبِلَ الأصلُ بذلك ، كالجليل و الجميل و كالظاهر و الباطن و الأول و الآخر . و هو عينه ليس غير . فيعلم و لا يعلم ، و يدري و لا يدري ، و يشهد و لا يشهد " كتاب " فصوص الحكم " ، فص " كلمة شيثية " .
أقول :
يتبين من قول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أنه يصِحُّ للمجذوب الأعظم العلمُ بالمعارف الإلهية اللدنية قبل كماله التقديسيّ ؛ لأنّه برزَخٌ ذاتيّ بين الحقّ عز وجل و خلْقه . فهو يلاحظ الأنوار الأزلية التي لا تفارقُه ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ أصلها و حقيقته. ، و ذلك لكونه " ذاتي " .
لقد وصف بعض المتصوفة الإمام المهدي عليه السلام ؛ ب : " الشمس المغربية الذاتية " ؛ لأنه عبدٌ أدركَ لحظات ساعته و فنائه . فساعتة هي ظهورُ المحتد الذاتيّ حتى يعرف نفسه فربه عز و جل ؛ كما ورد في الحديث النبوي الشريف : " مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ " . و هي ليلة إصلاحه ـ عليه السلام ـ الأولى غير الثانية التي تعلقت بلسانه . و ما انغلاق بابُ التوبةِ إلا بهذا الظهور ؛ لأنّ العبدَ تحقّقَ بحقائقِ الرّبِّ . فكيف يغفِرُ الرب لنفسِه . و كذا عند غرغرة كلّ عبدٍ تطلعُ عليه شمسه المغربية ؛ بدليل قوله تعالى : " لَقَدْ كُنْت فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْك غِطَاءَك فَبَصَرُك الْيَوْم حَدِيدٌ ( 22 ) " سورة ق . و في ذلك دلالة على أن الإمام المهدي عليه السلام ولي ذاتي و خليفة مطلق لله عز و جل . و بمثل هذا يكون العبد وليا لله تعالى على العموم ، و لكنه ليس ذو الشمس المغربية الذاتية .
إن الساعة الكبرى و طلوعِ الشمس المغربية الذاتية متلازمان ، لأنّها الشمس الذاتية المكنونة في الخلائق ؛ يقول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : " لم تزلْ الشمسُ جاريةً من المشرق إلى المغرب بغيرِها ، و من المغرب إلى المشرق بنفسِها " كتاب " عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء و شمس المغرب " . و إن صاحب هذه الشمس ؛ هو : " المسيح المحمدي عليه السلام " . و ذلك لكونه " عَلم الساعة و عِلمها " ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَوجَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف .
إن إنغلاق بابُ التوبة إنما هو إيذان ، أنّه من تاب قبل ذلك ؛ فهو من أهل التوبة و حقيقته أعطت ذلك . و أن من لم يتبْ ، فهو ليس بأهل للتوبة و تلك حقيقتُهُ أعطت ذلك . و لذلك ؛ فإن الساعة تقوم على شرار الخلق ؛ كما ورد في الحديث النبوي الشريف المشهور .
لا شك أن هناك قسمان من الناس :
- القسم الأول : قسم ذو حقيقة وجودية أصلية عائدة به إلى ربّه تعالى . و هو وجود قائم به ـ عز و جل ـ . و هو مصدر كل خير ينال البشرية .
- القسم الثاني : قسم ذو حقيقة وجودية غير أصلية ذاهبة به إلى ما سوى الله تعالى . و هذا الوجود مصدر كل شر يصيب البشرية .
إن الفرق بين القسمين ؛ أن الثاني ينزع في عالم الحقائق إلى إثبات أناه و تضخيمها و دعم كبريائها الفارغ و و جودها المنعدم على عكس ما للقسم الأول .
و بمعرفة هذا الفرق ؛ يعلم المرء أن المسيح الدجال إنما هو صورة ذلك الإنسان الذي هو من القسم الثاني . و يعلم يقينا أن لا قاتل له ـ أي : للمسيح الدجّال ـ إلا مضاده ؛ أي : المسيح المحمدي عليه السلام . أما الإمام المهدي عليه السلام ؛ فهو متعال على الأضداد ، كما بينا ذلك مرارا . و لذلك أشتهر على لسان النبي صلى الله عليه و سلم أن المسيح المحمدي عليه السلام هو من يقتل المسيح الدجال رغم أن الإمام المهدي و المسيح المحمدي لقبان و صفتان لشخص واحد .
إن هذه الحقائق تبين أن الناس في آخر الزمان يفترقون إلى فسطاطان :
الأول : فسطاط إيمان ثابت على إيمانه ، و هم الذين طلعت شموسهم المغربية ، و أهمهم صاحب الشمس المغربية الذاتية ـ أي : الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام ـ . بإختصار : أي المسيح المحمدي و أتباعه إلى يوم القيامة .
الثاني : فسطاط كفر ثابت على كفره . و هم المسيح الدجال و أتباعه من اليهود و عملائه من المشايخ المضلين .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب .
............ يتبع بإذن الله تعالى .......
تعليقات
إرسال تعليق