الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 57 :
الموضوع :
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 57 :
الموضوع :
صاحب " الشمس المغربية الذاتية " ؛ هو الذي وصف ؛ ب : " لَعَلم للساعة " ـ الجزء الأول ـ .
قال النبي صلى الله عليه و سلم ـ لما سأله جبريل عليه السلام : فأخبرني عَنْ الساعة ؟ : ـ " ما المسئول عَنْها بأعلم مِنْ السائل " . قَالَ : فأخبرني عَنْ أماراتها ؟ قَالَ : " أن تلد الأمة ربتها ، و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق فلبثت مليا ثم قَالَ : " يا عمر ، أتدري مِنْ السائل ؟ " قلت : اللَّه و رسوله أعلم . قَالَ : " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" رَوَاهُ الإمام مُسْلِمٌ رحمه الله تعالى.
يقول الإمام الجيلي رحمه الله تعالى : " اعلم أنّ للسّاعة الصغرى علامات و أشراطا مناسبة لعلامات الساعة الكبرى و أشراطها . فكما أنّ من أمارات الساعة الكبرى أن تلد الأمة ربّتها ، و أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان . فكذلك الإنسان من علامات قيام ساعته الخاصة به ؛ ظهور ربوبيته سبحانه و تعالى في ذاته . فذات الإنسان هي الأمة ، و الولادة هي ظهور الأمر الخفيّ من باطنه إلى ظاهره ؛ لأنّ الولَدَ محلّه البطن ، و الولادة بروز إلى ظاهر الحسّ . فكذلك الحقّ سبحانه و تعالى موجود في الإنسان بغير حلول ، و هذا الوجود باطن . فإذا ظهر بأحكامه ، و تحقق العبد بحقيقة " كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها " . ظهر الحقّ تعالى في وجود هذا الإنسان ، فتمكّن من التصرّف في عالم الأكوان ، فذاته بمثابة الأَمَة ، و ظهورها بمثابة الولادة . ثمّ تجرّد العارف عن الأسماء بمثابة التحفّي عن النّعل ، لأنّ الأسماء مراكِبُ العارفين . و تجرّده عن الصّفات بمثابة حال العراة ، و كونه دائم الملاحظة للأنوار الأزلية بمثابة رعاء الشاء ، وكون المجذوب يأخذ في الترقّي من المعارف الإلهية هو بمثابة التطاول في البنيان ، فكما أنّ ظاهر هذا الحديث من أمارات الساعة الكبرى العامة في الوجود . كذلك باطنه الذي تكلّمنا عليه هو من علامات الساعة الصغرى الخاصة بكلّ فرد من أفراد الإنسان " كتاب " الإنسان الكامل " .
أقول :
فتفكر كيف بين الشيخ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أن ظهور الوجه الرّبوبي و المحتد الذاتي للأمّة المحمدية ؛ هو من يكون " علم الساعة " و " المجذوب الأعظم " ؛ أي : الإمام المهدي و المسيح المحمدي عليه السلام .
يقول الشيخ الجيلي رحمه الله تعالى مبينا حقيقة " المجذوب ؛ الذي يشمّ المسك و هو في فأرته ، فيستوعب حقائق ذاته : " و اعلم : أنّ قولنا الحق و الخلق ، و الرب و العبد ؛ إنمّا هو ترتيب حكمي نسبي لذات واحدة كل ذلك لا يستوفي معناها ، و وقوفك مع شيء من تعدد ذلك زور و تضييع وقت في عين الحقيقة إلّا اذا كنت ممن يشمّ المسك و هو في فأرته . فإنّ كل ذلك حينئذ ترتيب لذاتك تستحقه بالأصالة ، فحينئذ أكلت الزفر بيد غيرك ، و وزنت نفسك بعيار مرتبتك و ما يستحقه قانونك . فما وجدته من تلك ؛ فهو عين الحقيقة . و ما وجدته من الله على سبيل الاتصال و الاتحاد فهو عين الضلال و الإلحاد . و لا يذوق هذا الكلام إلا عربي أعجمي ؛ لغته غير لغة الخلق ، و محله غير محلهم . فهو يستوفي ماله كما لم يزل و يرمي بسهم مراتبه في قوس مقتضياته على هدف ذاته بيد قائم أحديته . فلا يخطئ له مرمى ، و لا ينكس له سهما . فلا سهامه تزول ، و لا عين الرامي تحول . تعالى الله أن تنصرم ألوهيته أو تنقسم أحديته " كتاب : " الكهف و الرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم " .
أقول :
يتبين من قول الشيخ الجيلي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أن صاحبُ الأحدية و حقيقة مرتبة الألوهية هو الإمام المهدي عليه السلام ؛ لأنه هو الملقب ؛ ب : " العربي الأعجمي " كما بينا في منشورات سابقة بفضل الله تعالى .
إن " فلكُ الولاية " ؛ هو : " سرّ مرتبة الألوهية و الإمام المبين و الرّوح الأعظم . و إن حقيقة الإمام المهدي عليه السلام ؛ هي : " الواحدية الأحدية " المنزّهة عن الشرك و التعدّد . فهو صاحب مرتبة " الإطلاق " و " الختمية العليا " و " الخلافة الأوّلى الذّاتيّة " كما بينا في منشورات سابقة أيضا .
لقد بين الشيخ الجيلي رحمه الله تعالى إلى السرّ المكنون في كلّ عبد ، و الذي يكون عند قيامِ ساعته ، أي : " الولادة " . فعند الظهور و التحقق و الفناء في الله تعالى و البقاء به ـ عز و جل ـ ؛ تلِدُ نفسُه " الأمة " ربّتها " بطونُه الخافي فيه " ؛ يقول علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه و رضي عنه :
- دواؤك فيك و ما تشعرُ * و داؤك منك و ما تُبصِرُ .
- و تحسب أنّك جرم صغير * و فيك انطوى العالم الأكبرُ .
- و أنت الكتاب المبين الذي * بأحرفه يظهَرُ المُضمَرُ .
؛ أي : أن الله تعالى أودع في الإنسان أسرار الخلق كلها ، قابلاً للتجليّاتِ جميعها على الصورة الإلهية ، سواء أدرك ذلك أم لم يُدرك . و إن فناء العبد في ربه ـ تعالى ـ و بقائه به ـ عز و جل ـ ؛ إنما هو مفتاح لنيل الصورة الجامعة التي بها يكون " الإنسان الكبير " .
والله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى .................
تعليقات
إرسال تعليق