التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإمام المهدي ... " صاحب سرّ الأنبياء " و " صاحب سدرة منتهى الأولياء " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 46 :
الموضوع :

الإمام المهدي ... " صاحب سرّ الأنبياء " و " صاحب سدرة منتهى الأولياء " .





      إن الإمام المهدي سرّ الأنبياء عليهم السلام ، و سدرة منتهى الأولياء رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، لأن من أسماء كتاب " عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء و شمس مغرب " كما ذكره الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه " سدرة المنتهى و سر الأنبياء في معرفة الخليفة و ختم الأولياء " . فهو جري الله تعالى في حلل الأنبياء عليهم السلام ؛ كما مدحه الله تعالى في كتاب " التذكرة " ، و هو سدرة منتهى الأولياء السّائرين إليه ـ عز و جل ـ ، هو حقيقة الحقائق التي تظهر في آخر الزمان ، و ذلك حتى تعود مراتب الوجود إلى سيدها و صاحبها ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ ، لَطَوَّلَهُ اللَّهُ عز وجل حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ " ـ و في رواية [ و القسطنطينية ] ـ " صححه القرطبي المفسر في التذكرة للقرطبي ( 619 ) . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا لَيْلَةً لَطَوَّلَ اللَّهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " . روي مرفوعًا و موقوفًا و رجح الدارقطني رفعه كما في العلل له [ 1952 ] .


      يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " كنتُ كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق وعرفتهم بي فبي عرفوني " .

أقول :
      إن حرف " الألفَ " عند العارفين بالله تعالى يرمز إلى الكنزية و العماء على خلاف حرف " الباء " الذي يرمز إلى الخلق و الأمر . و إن من يمثل حرف " الألف " أصالة ؛ هو : الإمام المهدي عليه السلام ، كما أن من يمثل حرف " الباء " أصالة ؛ هو : النبي صلى الله عليه و سلم . نعم ؛ إن الألف دالٌّ على الذاتِ و الإطلاق أيضا ، فهو عينُ النّقطة المجملة لتفاصيله و مادّته الذاتية ، كم أنا الدّواة جامعةٌ لحبر و مداد الحروف و الكلمات .

      إن الحقيقة المحمدية على وجهين :
الأولى : وجه دلالتها على الصّفاتِ و الأكوانِ ؛ فهي للنبي صلى الله عليه و سلم ـ " محمّد " ـ . و وجه دلالتِها على الذاتِ ؛ فهي لسر الأنبياء و سدرة منتهى الأولياء ـ " أحمد " ـ . فالإمام المهدي عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام هو صاحبُ النّقطة المطلقة بإطلاقِها ، أي أنه حرف " الألِفُ " في غيبِ النّقطة و إطلاقِها . و بهذا كان :
" صاحب سرّ الأنبياء " و " صاحب سدرة منتهى الأولياء " .




و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...