التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من هو : " قطب الأعاجبِ " ؟

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .



سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 34 :



الموضوع :

من هو : " قطب الأعاجبِ " ؟








يقول الشيخ الجيلي قدس الله تعالى سره الشريف :

ـ قطب الأعاجبِ أنت في خلواته * فلكُ الكمالِ عليك ذو دورانِ .


ـ نُزّهْتَ بل شُبِّهتَ بل لكَ كلّما * يدري و يجهلُ باقياً أو فاني .


ـ و لك الوجود و الإنعدام حقيقة * و لكَ الحضيضُ مع العُلا ثوبانِ .


ـ أنتَ الضياءُ و ضدّهُ بل إنّما * أنتَ الظلامُ لعارفٍ حيرانِ .


ـ مشكاتُه و الزيتُ معْ مصباحه * أنت المرادُ به و من أنشاني .


ـ زيتُ لكونك أوّلا و لكونِكِ المـ * ـخلوق مشكاة منيرٍ ثاني .


ـ و لأجل ربّ عين وصفك عينُه * ها أنتَ مصباح و نورُ بياني .


ـ كن هادياً لي في دجى ظلماتكم * بضيائكم و مكمّلاً نقصاني .


ـ يا سيّد الرّسل الكرامِ و من لهُ * فوق المكانِ رتبةُ الإمكانِ .





أقول :


قال الشيخ قدس الله تعالى سره الشريف :


ـ قطب الأعاجبِ أنت في خلواته * فلكُ الكمالِ عليك ذو دورانِ .

؛ فمن هو المقصود بهذا البيت ؟



      نعم ؛ إن المقصود ؛ ب : " قطب الأعاجيب " : القطب المكتوم عن الخلق بخفائه ، المجذوب إلى الله تعالى ، السّاري إلى الله عز و جل ، المهاجر إليه ـ تعالى ـ دون علم مخلوقاته ، المتقلّب في الأحوال ، الظاهر بالقوالب الخلقية ، الغريب ، بل غريب الغرباء ، المهموم المحزون لأجل الدين ، المقهور من شدة قهر القاهر له ـ عليه السلام ـ بالجلال و بالجمال .


      لقد جعله ـ تعالى ـ فلك الكمال ذو دوران ؛ لأنها من سنته ـ عز و جل ـ لإظهار الحق على الخلق . فيشهدهم أنه ـ عليه السلام ـ عبده الذاتيّ ، الذي صحّت له الإمامة العليا ، و فازَ بالرّتبة الشريفة ـ " الخليفة " ـ . و هو حامل سر الله تعالى ، المطهر عن الأكون ، المتقلب في الأضداد و الذوات و القوالب و الحقائق من الجلال و الجمال مثلا ؛ لما روى أحمد و الترمذي و ابن ماجه عن أبي رزين رحمهم الله تعالى ؛ قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : " كان في عماء ما تحته هواء و ما فوقه هواء ، و خلق عرشه على الماء " .


     فقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " كان في عماء ما تحته هواء و ما فوقه هواء " ؛ أي كان في كنزيّته التي لم يتميّز سفلها عن علوّها ، فهي قابلةٌ للأضداد جميعها . فالوجود والعدم أصله الذات ، و الكمال و النّقص ، و الجمال و الجلال ، و العلم والجهل ، بل الكمال في حقيقته هو التحقّق بجميع الاعتبارات المتضادّة ، ولذلك نجدُ في أسماء الله الحسنى الأسماء الجمالية والأسماء الجلالية ؛ فهو المعطي و هو المانع ، و هو الضار و هو النافع ، و هو الغفور الرحيم و هو القهارالمنتقم . و بما أن الإمام المهدي عليه السلام مخلوق على صورة الله تعالى ؛ فمن الطبيعي أن يتميز بهذه الأضداد في تركيبه الروحاني . و يكون :


ـ قطب الأعاجبِ أنت في خلواته * فلكُ الكمالِ عليك ذو دورانِ .






و الله تعالى أعلم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

............... يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 51 : الموضوع : مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .       إن للولاية مرتبتان : الأولى : الولاية العامة : و هي لسائر المؤمنين ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) " سورة البقرة . الثانية : الولاية الخاصة : و هي لأهل الولاية الكبرى و الخلافة العظمى ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .       لا شك ...