التخطي إلى المحتوى الرئيسي

" علم الإمام المهدي المطلق " .

 

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .



سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 41 :



الموضوع :

" علم الإمام المهدي المطلق " .





      يقول الله تعالى : " نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ( 76 ) " سورة يوسف .




     لا شك أن الله تعالى ذو علم مطلق ، و لا شك أن صورته ـ عز و جل ـ الإنسانية تتمثل في الإمام المهدي عليه السلام خصوصا و بني آدم عموما . و لذلك ؛ فمن الطبيعي أن يكون الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام ذو علم مطلق في الحدود الإنسانية ؛ لما روي عن المسيح الناصري عليه السلام : " نحنُ علينا التنزيل ، و المهدي عليه التأويل " . فهو صاحب الكتاب المطلق ؛ لما ورد في الإنجيل : " ابن الإنسان ذاهب ، و البارقليط من بعده يجيئ لكم بالأسرار ، و يفسر لكم كل شيء ، و هو يشهد لي كما شهدت له . فإنّي أجيئكم بالأمثال ، و هو يأتيكم بالتأويل " . و " البارقليط " أو " الباركليس " ؛ هو : الإمام المهدي عليه السلام ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ( 43 ) " سورة الرعد .

     يقول الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ورضي عنه مبينا المكانة العلمية للإمام المهدي عليه السلام : " ... و ليس هذا العلم إلّا لخاتم الرّسل و خاتم الأولياء ، و ما يراه أحد من الأنبياء و الرّسل إلّا من مشكاة الرسول الخاتم ، و لا يراه أحد من الأولياء إلّا من مشكاة الولي الخاتم ، حتى إنّ الرسل لا يرونه - متى رأوه - إلّا من مشكاة خاتم الأولياء ؛ فكيف من دونهم من الأولياء ؟ و إن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع ، فذلك لا يقدح في مقامه ، و لا يناقض ما ذهبنا إليه . فإنّه من وجه يكون أنزل ، و من وجه يكون أعلى ، و قد ظهر ظاهر شرعنا ما يؤيّد فضل ما ذهب إليه فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم و في تأبير النّخل . فما يلزم الكامل أن يكون له التقدّم في كلّ شيء و في كلّ مرتبة ، و إنّما نظر الرجال إلى التقدّم في رتبة العلم بالله : هنالك مطلبهم . و أمّا حوادث الأكوان فلا تعلّق لخواطرهم بها ، فتحقق ما ذكرناه " كتاب " فصوص الحكم " .


أقول :

      فأنظر كيف بين الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه أن كون الإمام المهدي عليه السلام تابع لشريعة النبي صلى الله عليه و سلم لا يجعلُه أدنى منه ـ صلى الله عليه و سلم ـ في الرّتبة و العلم ؛ لأنه يحكم بشرع نبينا صلى الله عليه و سلم لإقامة التوحيد و الإيمان كما ملأها المسيح الدجال شركا و كفرا . فهو صاحب العلم المطلق في الحدود الإنسانية . فأنظر إلى هذه المرتبة العلمية الجليلة !!


      إن " مقام الجمع " و " مقام القراءة " ؛ هو : مقام التخلق بأخلاق الله تعالى ـ أي : القرآن الكريم ـ ، و هذا مقصد الدين الواحد بشرائعه المتنوعة .




و الله تعالى أعلم .

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

................ يتبع بإذن الله تعالى .................

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 51 : الموضوع : مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .       إن للولاية مرتبتان : الأولى : الولاية العامة : و هي لسائر المؤمنين ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) " سورة البقرة . الثانية : الولاية الخاصة : و هي لأهل الولاية الكبرى و الخلافة العظمى ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .       لا شك ...