الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 23 :
الموضوع :
" إسراء الإمام المهدي عليه السلام " .
يقول الله تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ( 01 ) " سورة الإسراء .
يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " المهدي منّا أهل البيت ، يصلحه الله في لَيْلِهِ " .
أقول :
إن إصلاح الله تعالى للإمام المهدي ؛ هو بمثابة إسراء له ـ عليه السلام ـ . و إن إسراءه ـ عليه السلام ـ ليلاً ثابت في القرآن الكريم ؛ بدليل قوله تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ( 01 ) " سورة الإسراء .
لا شك أن هذه الآية الكريمة تتحدث عن إسراء النبي صلى الله عليه و سلم كما هو معلوم ، إلا أن بعضا من أهل العلم قد إستنبطوا منها حدوث الإسراء للإمام المهدي عليه السلام . خاصة ؛ و أن إسراءه عليه السلام في آخر الأمة المحمدية هو ظل لإسراء النبي صلى الله عليه و سلم في أول الأمة المحمدية .
إن من أدلة حدوث الإسراء للإمام المهدي عليه السلام ؛ قوله صلّى الله عليه وسلّم : " المهدي ؛ رجل من ولدي ، لونه لون عربي ، و جسمه جسم إسرائيلي ، على خده الأيمن خال ؛ أنه كوكب دري " . فقوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " و جسمه جسم إسرائيلي " لا يعني أن جسمه جسم من بني إسرائيل كما يفهم البعض من ظاهر اللفظ ، بل المراد من " الجسم " : " العرش " . كما أن معنى كلمة " إسرائيل " المركّبة من كلمتي : " إسراء " و " إيل " يتبين من معنى هاتين الكلمتين . إن معنى : " إسراء " ؛ أي : " الساري ليلا " . و أما معنى : " إيل " ؛ أي : " الله " . و عليه ؛ فإن معنى : " جسمه جسم إسرائيلي " ؛ أي أن عرشه يكون بالإسراء ليلا إلى الله تعالى دون علم مخلوقاته ـ عز و جل ـ . و هي صفته تميزه عن باقي الأئمة بالإمامة العليا و الخلافة العظمى .
نعم ، إن معنى " و جسمه جسم إسرائيليٌ " ؛ أي : أنه صاحب " سورة بني إسرائيل " أو " سورة الإسراء " بالظل . و في ذلك شهادةٌ أنّه صاحب الذات ، و أنه صاحبُ الولاية بالأصالة ، و أنه نبي ؛ كما ورد في حق لوط عليه السلام : " فَـَٔامَنَ لَهُۥ لُوطٌ ۘ وَ قَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلٰى رَبِّىٓ ۖ إِنَّهُۥ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 26 ) سورة العنكبوت . و كما ورد في حق موسى عليه السلام : " وَ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتٰبَ وَ جَعَلْنٰهُ هُدًى لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِى وَكِيلًا ( 02 ) " سورة الإسراء . بعد الآية الأولى من سورة الإسراء مباشرة .
لقد أشار الشيخ الأكبر رضي الله تعالى عنه و رضي عنه إلى إسراء الإمام المهدي الذي هو نفسه عملية إصلاحه ـ عليه السلام ـ ؛ بقوله :
ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء .
ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراءِ .
ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء .
؛ أي : أيها الباحث عن الحكمة ، و يا أيها المتحيّر المتشوّف ، و يا طالب الأسرار في سورة الإسراء ، إذا وصلتَ إلى معرفة سرّ الإسراء . فاسرِعْ ؛ لأنك قد ظفرَتَ بدرّة الأسرار و صاحب السورة ، و هو الجامع لحقائق الأموات و الأحياء .
و من أدلة إسرائه ـ عليه السلام ـ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أيضا ؛ بقوله : " المهدي منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليْلَةٍ " . أي أن الإمام المهدي عليه السلام من أهل بيتي الروحاني ، و لذلك سيصلحه الله تعالى في ليلة . و هذه الليلة هي ليلة خاصة به ـ عليه السلام ـ ؛ كما ورد في رواية أخرى : " المهدي منّا أهل البيت ، يصلحه الله في " لَيْلِهِ " " . فهو ـ عليه السلام ـ سار إلى الله تعالى في تلك الليلة ؛ ليصلح الله تعالى ما به من نقص ، و ليريها كآية عظيمة له ـ عليه السلام ـ . أي إلى أن يقعُ النّزول الإلهي عليه ؛ متجليا له ـ عليه السلام ـ بتلك الآية الباهرة . و هذا ما تحقق بالفعل عندما علمه الله تعالى اللغة العربية من لدنه ـ عز و جل ـ .
إن نزول الله تعالى ثابت عن النبي صلّى الله عليه و سلّم ؛ لقوله : " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ ، يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ " صحيح البخاري | بَابُ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ | بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " . و بالفعل ، فبعد أن دعا الإمام المهدي عليه السلام أن يصلح الله تعالى لسانه في اللغة العربية تجلى الله تعالى عليه بآية عظيمة إستجابة لدعائه ؛ تحقيقا لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ " . و لقوله صلى الله عليه و سلم : " هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ " . فزال عنه ـ عليه السلام ـ هذا الإمتحان ، و ظهر الفرج ـ أي : " حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " ـ .
إن معنى قوله صلى الله عليه و سلم " كُلَّ لَيْلَةٍ " في قوله " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا " ؛ أي : لَيْلَةٍ كل عارف به ـ عز و جل ـ مثل الإمام المهدي عليه السلام . و إن معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ " ؛ أي عندما يمضي الثلث الأول ـ و هو الفناء في الله تعالى ـ و الثلث الثاني ـ و هو العودة من هذا الفناء ـ . حينها ؛ ينزل الله تعالى عليه في الثلث الأخير ـ أي : عند التحقق بمقام البقاء به ـ تعالى ـ ـ . و حاصل الكلام ؛ أن الله تعالى قد أصلح الإمام المهدي عليه السلام بأن أحدث في لسانه إنقلابا كليا في ليلة واحدة ليلة ، و هذا ليس بشيئ أمام قدرة الله تعالى . فوهبه ـ عز و جل ـ حينها عرشاً جديداً عنوانه " تعلم اللغة العربية من لدن الله عز و جل ـ لا يقارن بعروش أهل الدنيا في هذا اللسان .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.............. يتبع بإذن الله تعالى .................
تعليقات
إرسال تعليق