الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 25 :
الموضوع :
" القَلمَ " و " العقل " و " نُور نَبِيِّكَ يَا جَابِرُ " و " الكتاب " .
يقول النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّم : " إنَّ أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ " القَلمَ " . قَالَ له : " اكتُبْ " ، قال : مَا أكْتُبْ ؟ قَالَ : " اكتُبْ القَدَر " " .
و يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " أول ما خلق الله " العقل " . قال له : " أقبل فأقبل " . ثم قال له : " أدبر فأدبر " . ثم قال : " و عزتي و جلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك : بك آخذ و بك أعطي ، و بك أثيب و بك أعاقب " " .
و يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " أوَّلُ مَا خَلَقَ اللَهُ " نُور نَبِيِّكَ يَا جَابِرُ " " .
أقول :
ليس هناك تناقضا كما يبدوا من ظاهر هذه الأحاديث النبوية المشرفة ، لأن الرّوح الأعظم هو الرّوح الذي ظهر الله تعالى فيه بذاته ، و هو الحقّ المخلوق به . و لذلك ؛ يسمّى : " القلم " ، و يسمّى : " العقل الأوّل " ، و هو المعبّر عنه ؛ ب : " الحقيقة المحمديّة " و " نور النبيّ صلّى الله عليه و سلّم " .
نعم ؛ لقد سمّي الإمام المهدي عليه السلام " مهديّ العقل " ؛ أي : " مهدي العقل الأوّل " . و الدليل على ذلك ما قاله الشيخ الأكبر رحمه الله تعالى أن مادة علمه من الله تعالى مباشرة ، و منه ـ عليه السلام ـ تكون مادة العلم للجميع .
إن " الكتاب " ، هو : " العقل الأوّل " ؛ بدليل قوله تعالى : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ( 01 ) " سورة الكهف . و العبد هنا ؛ هو : الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام الذي اختصّ بدفع فتنة المسيح الدجّال في آخر الزمان ، و لذلك كانت أوائل سورة الكهف مخصوصة بدفع شرّ فتنة المسيح الدجال . و لا شك أن صاحب " الكتاب " ؛ هو : الإمام المهدي عليه السلام ، لأن الله تعالى قد أنزله عليه ـ عليه السلام ـ . علما أن " الكتاب " ؛ هو " القلم " الذي كتب الأقدار .
إن مقام النبي صلى الله عليه و سلّم ؛ هو : " مقام القراءة " ؛ بدليل قوله تعالى : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ( 1 ) " سورة إقرأ . و لذلك أنزِلَ عليه " القرآن " ليقرأ " الكتاب " الذي أنزل على الإمام المهدي عليه السلام ، و الذي هو حقيقة الحقائق و العقل الأوّل . و في ذلك تشريفاً له ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنّ علمه كان بالله تعالى ، أي أنه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أوّل قارئٍ باسم ربّك ، أي إسم صاحب العقل الأوّل الذي تجلّى الله فيه ـ أي : الإمام المهدي عليه السلام ـ . أو قل ـ إن شئت ـ إقرأ باسم الله تعالى ما أنزله الله تعالى في العقل الأوّل ، و ما كتبه القلم الأعلى في الكتاب .
لا شك أن " الكتاب " شيء و " القرآن " شيء ؛ بدليل أن بعض الآيات في أوائل السور قد ذكرتهما في لفظين منفصلين . فهذا إن دل ؛ فإنما يدل على إختلافهما في الاعتبار ، و إن كان لهما نفس الدلالة . فالقرآن من القراءة و الكتاب من الكتابة ، و القرآن هو مقام الجمع الذاتيّ حيث تصحّ به قراءة الكتاب ، و الكتاب هو العقل الأوّل و القلم الأعلى الذي كتب الله تعالى به حقيقة الوجود .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
............... يتبع بإذن الله تعالى ................
تعليقات
إرسال تعليق