التخطي إلى المحتوى الرئيسي

" مقام المسيح المحمدي أحمد المهدي " .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 24 :
الموضوع : 

" مقام المسيح المحمدي أحمد المهدي " .





      إن الأولياء رحمهم الله تعالى كلهم صورة عن الوليّ الخاتم الذي هو وليّ بالأصالة و لا ولي إلا الله ؛ لأنه ـ عليه السلام ـ هو خزانة الجود الإلهيّ و فاتحها و خاتمها ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْجَنَّةُ وَ صِفَةُ نَعِيمِهَا وَ أَهْلِهَا | بَابٌ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ . فهو ـ عليه السلام ـ صاحب الذات و السيّد الصّمد و الخليفة الذي هو صاحب حقيقة جميع المراتب من أوّلها و آخرها ، فلا مجال لمقارنته بغيره ، و إن وصفه ـ عليه السلام ـ لا يليقُ بمخلوقٍ أبداً .


      لقد سمى النبي صلى الله عليه و سلم الإمام المهدي عليه السلام : " خَلِيفَةَ اللَّهِ " ؛ لأنه إذا كانت مرتبة الإسم الأعظم يتحقّقُ بها أهل الكمال و القرب ، فوجبَ أن يكون لها صاحباً و خاتماً هو صاحبها و إلاّ لادّعاها من شاء ، و لقد حدده ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ بقوله : " الْمَهْدِيَّ " .


      إن الإمام المهدي عليه السلام هو الخليفة الذاتيّ ، و هو عبد الله أصالةً ، و أنظر في إسم النبي صلى الله عليه و سلم لتعلمَ إشارةً أنّ محمّد هو المثل الأعلى في مقام عبد الله ، فلفظة ابن تدلّ على المثلية و الأوليّة من عبد الله . فعبد الله أصالةً ؛ هو صاحب الثوب بالأصالة . أي ثوب العبودية المحضة و الربوبية الحقّة المثلى هو الخليفة عبد الله المهدي .


      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه مبينا أن الإمام المهدي عليه السلام ؛ هو : " صاحب الجلال و الجمال " :

ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء .

ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء .

ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء .

ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء .

ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّاهُ فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء .

ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ .

ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء .

ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ .

ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء .

ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء .

ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء .

ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ البصائر خاتِمُ الخلفاء .

ـ سهل الخلائقِ طيّبٌ عذبُ الجنى * غوثُ الخلائق أرحَمُ الرُّحماء .

ـ جَلَّتْ صفاتُ جلالِهِ و جمالِهِ * و بهاءُ عزّتِهِ عَنِ النُّظراء .

ـ يُمضي المشيئة في البنين مقسِّمًا * بين العبيد الصُّمِّ و الأجراء .

ـ ما زال سائِسَ أمّة كانت به * محفوظةَ الأنحاء و الأرجاء .

ـ شرْيٌ إذا نازعته في مُلْكِهِ * أرْيٌ إذا ما جئته لحبَاء .

ـ صَلْبٌ و لكن ليّنٌ لعُفَاتِهِ * كالماء يجري منْ صَفَا صَمَّاء .

ـ يُغني و يُفقِرُ من يشاءُ فأمرُهُ * محيي الولاة و مُهْلِكُ الأعداء .

كتاب : " الفتوحات المكية " للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه .





و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


.............. يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 51 : الموضوع : مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .       إن للولاية مرتبتان : الأولى : الولاية العامة : و هي لسائر المؤمنين ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) " سورة البقرة . الثانية : الولاية الخاصة : و هي لأهل الولاية الكبرى و الخلافة العظمى ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .       لا شك ...