التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كلمة إستفتاحية للجزء الأول من سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " .

الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .

سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 02 :

الموضوع : 

كلمة إستفتاحية للجزء الأول من سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " .

ـ ؛ بعنوان : " معرفة " الرَّحْمٰنُ " بتجلي إسمه على " العدنان " " ـ .


      لا شك أن الله تعالى قد بعث النبيّ صلّى الله عليه و سلّم " خَاتَمَ النَّبِيِّۦنَ " ؛ بدليل قوله تعالى : " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّۦنَ ۗ وَ كَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا ( 40 ) " سورة الأحزاب . و إن كونه ـ صلى الله عليه و سلم ـ " خَاتَمَ النَّبِيِّۦنَ " ؛ يقتضي أن دينه قد بلغ كماله ، و أن نبوته قد بلغت تمامها ؛ بدليل قوله تعالى : " ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰمَ دِينًا ۚ ... ( 03 ) " سورة المائدة . فلا دين أفضل من دين " خَاتَمَ النَّبِيِّۦنَ " بعده ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِى الْءَاخِرَةِ مِنَ الْخٰسِرِينَ ( 85 ) " سورة آل عمران . و لا نبوة أفضل من نبوة " خَاتَمَ النَّبِيِّۦنَ " بعده ـ صلى الله عليه و سلم ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ ، وَ إِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ " صحيح البخاري | كِتَابٌ : أَحَادِيثُ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ | بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ . 

      إن بلوغ دين النبي صلى الله عليه و سلم كماله ، و بلوغ نبوة النبي صلى الله عليه و سلم تمامها ، يعني إنفتاح باب " الولاية العظمى " على الكمل من أمته المرحومة ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرٰى فِى الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا وَ فِى الْءَاخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمٰتِ اللَّهِ ۚ ذٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .

      عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضَ . السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ ، وَ ذُو الْحِجَّةِ ، وَ الْمُحَرَّمُ ، وَ رَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَ شَعْبَانَ " صحيح البخاري | كِتَابُ التَّفْسِيرِ |  سُورَةُ بَرَاءَةَ | بَابُ قَوْلِهِ : " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا " .

أقول :
      لقد إستوى الله تعالى ؛ بإسمه : " الرَّحْمٰنُ " على خلقه بواسطة النبي صلى الله عليه و سلم ؛ بدليل قوله تعالى : طه ( 1 ) مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقٰىٓ ( 2 ) إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشٰى ( 3 ) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَ السَّمٰوٰتِ الْعُلَى ( 4 ) الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوٰى ( 5 ) " سورة طه . فكان ـ صلى الله عليه و سلم ـ هو أعظم من تجلى فيه هذا الإسم ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ مَآ أَرْسَلْنٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعٰلَمِينَ ( 107 ) " سورة الأنبياء .
      إن إستواء إسم " الرحمان " قد بلغ تمامه في هذه الدنيا ببعثة أكثر من تجلى فيه ـ أي : النبي صلى الله عليه و سلم ـ . ما أدى إلى فتح " باب الخلقية " ؛ أي التخلق بأخلاق الله تعالى على مصراعيه . و لذلك قال ـ صلى الله عليه و سلم ـ : " تخلقوا بأخلاق الله " . و قال أيضا : " إن لله تعالى مائة خلق و سبعة عشر من أتاه بخلق منها دخل الجنة " رواه الترمذي . و من أمثال هذه الأخلاق : 
أولا : " السخاء " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " السخاء خلق الله الأعظم " رواه الأصفهاني و ابن النجار رحمهما الله تعالى .
ثانيا : " حسن الخلق " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : "  ألا و إن حسن الخلق خلق من أخلاق الله عز وجل " رواه الخطيب و ابن النجار رحمهما الله تعالى .
ثالثا : " الحياء " و " الكرم " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " " إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا " . أَوْ قَالَ : " خَائِبَتَيْنِ " " سنن ابن ماجه | كِتَابُ الدُّعَاءِ  | بابٌ : رَفْعُ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ .

      إن هذا التجلي العظيم هو الذي سمح بمعرفة الله تعالى من خلال ظهور الولاية في المؤمنين . 

و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................. يتبع بإذن الله تعالى ...............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .

  الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 52 : الموضوع : شرح قصيدة بن عربي في بيان حقيقة الختم الولي .      يقول الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله تعالى عنه و رضي عنه : ـ و متى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ * مستُورةٍ في الغضّة الحوراء . ـ مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له * يا طالب الأسرار في الإسراء . ـ أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ * لحقائق الأموات و الأحياء . ـ نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله * من مستواهُ إلى قرارِ الماء . ـ ما فوقه من غاية يعنُو لها * إلّا هُو فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء . ـ لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً و إزارُهُ * لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ . ـ فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده * من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء . ـ شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا * و إزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ . ـ فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا * صفة و لا إسمٌ من الأسماء . ـ إنْ قيل من هذا و من تعني به * قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء . ـ شمسُ الحقيقة قطبها و إمامُها * سرّ العباد و عالمُ العلماء . ـ عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ * نورُ الب...

كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 72 : الموضوع : كَلِمَةُ خِتَامِيَّةُ لِلْجُزْءِ الثاني مِنْ سِلْسلَةٍ : " الأحمدية ... حِزْبُ اللهِ " . ـ ؛ بعنوان : " عَلَاَمَاتُ الْمَهْدِيِّ الْحَقِيقِيِّ. ، وَ حَقِيقَةُ مَعْرِفَتِهِ لِنَفْسُهُ " ـ .       لقد قلنا في مقال سابق بفضل الله تعالى أن الإمام المهدي عليه محجوب عن الخلق على عكس الأولياء المحمديين رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه ، أي أن الله تعالى لم يفتح عليه أمام الخلق كما فتح على الأولياء .       إن هذا القول لا يعني بأن الإمام المهدي عليه السلام أقل درجة منهم ، لأن الخليفة الثاني رضي الله تعالى عنه و رضي عنه كان من المفتوح عليهم ، كما يتبين من قصة " يا سارية الجبل " . في حين لم يكن الخليفة الأول من المفتوح عليهم ، و مع ذلك ؛ قد  وصل إلى مقام الصديقية بيقينه ؛ يقول ـ رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : " لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً " . فهذا من قوة يقينه ، و اليقين أقوى درجات الإيمان . و كذلك الأمر بالنسبة ...

مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .

 الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة . سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 51 : الموضوع : مراتب الولاية ، و العلاقة بين " الولي " و " الخليفة " .       إن للولاية مرتبتان : الأولى : الولاية العامة : و هي لسائر المؤمنين ؛ بدليل قوله تعالى : " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 257 ) " سورة البقرة . الثانية : الولاية الخاصة : و هي لأهل الولاية الكبرى و الخلافة العظمى ؛ بدليل قوله تعالى : " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ كَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 64 ) " سورة يونس .       لا شك ...