الجماعة الإسلامية الأحمدية ... حزب الله ، الفرقة الناجية ، و الطائفة المنصورة .
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 01 :
الموضوع :
إن الكثير من أهل هذا الزمان ؛ يدعون إنتماءهم لحزب الله و للفرقة الناجية و للطائفة المنصورة ، كما هو معايش . إلا أن حقيقة أمرهم لا يخفى على أحد ؛ فهم محجوبوا النفس ، عابدون للهوى ، محرومون من الهدى .
لا شك أن زماننا هذا هو آخر الزّمان ، لأنه زمان الخليفة الأعظم . إذ قد اكتملتْ فيه بروز الحقائق الإلهية بكل تمامها المنذرة ببعثة الإمام المهدي ، و تجلّت فيه لوامع الأسرار الربانية بكل كمالاتها المبشرة بنزول المسيح المحمدي . و عليه ؛ فإن حزب الله و الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة هي التي يتزعمها هذا الخليفة .
إن الخليفة الأعظم لهذا الزمان هو الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام . و عليه ؛ فإن جماعته ؛ هي : " حزب الله " ، و هي : " الفرقة الناجية " ، و هي : " الطائفة المنصورة " . و ما سواها ؛ فهي أحزاب الشيطان ، و فرق الهلاك ، و طوائف الخذلان .
فيا أخي التقليدي ؛ إن كنت تزعم أن فرقتك الضالة ؛ هي : " حزب الله على خلاف أحزاب الشيطان " ، أو أنها : " الفرقة الناجية على خلاف فرق الهلاك " ، أو أنها : " الطائفة المنصورة على خلاف طوائف الخذلان " . فهل إمام جماعتك خاتم خلفاء الأمة الأعظم ؟ فإن كان ذلك ؛ فبها و نعمت . و إن كان غير ذلك ؛ فمن خليفتك الأعظم الذي يتزعم فرقتك الضالة ؟ و من الخليفة الأعظم الذي أوجب عليك دينك معرفته و مبايعته و إتباعه ؟ و أين أنت من صحتك إدعاءاتك ؟
إن الإنسان السعيد في هذا الزمان هو :
أولا : من عرف إمام زمانه ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى . و إن إمام هذا الزمان هو قطب هذا العصر ، أي : الغوث عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ لما ورد عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ؛ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا ، ثُمَّ أُتِينَا بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا ، ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا . فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، يَقُولُ : " ... فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ " الْغَوْثُ " . ثَلَاثًا . فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ ، وَ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ... " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ | حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ . و بما أنه إمام الزمان و قطب العصر و غوثه ، فإنه كذلك ـ عليه السلام ـ خليفة الوقت ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَ دِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَ أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ نَبِيٌّ ، " وَ هُوَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي " ، وَ هُوَ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ـ أي : إعرفوه بأنه إمام الزمان ـ " كتاب " تفسير السيوطي رحمه الله تعالى " .
ثانيا : التسلم له ـ عليه السلام ـ تسليما ، و ذلك لتحقيق الكمال في الإيمان ؛ بدليل قوله تعالى : " فَلَا وَ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 65 ) " سورة النساء .
ثالثا : الإنتماء لجماعته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إنّ أحبَّ شيءٍ إلى الله الغُرَباءُ ، قيلَ و مَن الغُرَباءُ ؟ قالَ : الفَرّارونَ بدينِهم ، " يجتمعونَ " بعيسى بنِ مَرْيَمَ عليهِ السّلامُ يومَ القيامةِ " . و ليس المراد من " يوم القيامة " ما يتوهمه المشايخ ـ أي : عند زوال الدنيا ـ ، بل المراد منها عند قيامة القوم الذين بعث فيهم ؛ بدليل إجتماع " الغُرَباء " حوله ـ عليه السلام ـ .
أما المحروم من بركة هذا الزمان السعيد ، فهو الذي لم ينل شيئا من تجليّاته العظيمة و نسماته العميمة و فتوحاته الكبرى على يد قطبه و غوثه و خليفته .
إن لهذا الزمان تجليات عظيمة لتجلي الإسم الأعظم في الأرض ، و لهذا الوقت نسمات عميمة على أهله لإنتشار العلوم الإلهية المسرورة و الأسرار الربانية المستورة ، و لهذا العصر فتوحات كبرى على يد صاحب العصر في القيامة الكبرى و الساعة العظمى .
إن صاحب هذا العصر هو الختم المعظم الأعظم لقطبيته ؛ لأن مقام " القبطانية " ؛ هو أعلى مقام في الولاية . و صاحب هذه الساعة علمها ؛ لعلمه بأشراطها ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) " وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا " وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . و لكونه علامة على قيامتها ؛ لما ورد : " " وَ إِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ " . قَالَ ـ أي : ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : هُوَ خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " مسند أحمد | وَ مِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ | مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ . و إن في إستعمال ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه لفظ : " خُرُوجُ " ؛ لدليل على عدم إيمان الصحابة رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه برفع المسيح الموسوي عليه السلام حيا في السماء كما يقول التقليديون . بل إنه دليل على خروجه من الأمة المحمدية ؛ لأنه :
أولا : " إِمَام جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ ؟ - أَوْ قَالَ : إِمَامُكُمْ - مِنْكُمْ " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . و جماعته هي " جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ؛ لما ورد : " يَقُولُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ، يَقُولُ : " كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ، وَ كُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ شَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَ فِيهِ دَخَنٌ " . قُلْتُ : وَ مَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : " قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي ، وَ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَ تُنْكِرُ " . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ : " نَعَمْ ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : " تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ " . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ ، وَ لَا إِمَامٌ ؟ قَالَ : " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَ لَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : وُجُوبُ مُلَازَمَةِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ .
ثانيا : " وَلِيُّ حِزْبَ اللَّهِ " ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُۥ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَ هُمْ رٰكِعُونَ (55) وَ مَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُۥ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغٰلِبُونَ ( 56 ) " سورة المائدة . و إن آخر أولياء الأمة المحمدية من حيث المقام هو الإمام المهدي الحجة ابن مريم المحمدي ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " الاَئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم ، هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج الله على أُمّتي بعدي ، المقر بهم مؤمن و المنكر لهم كافر " .
ثالثا : " إِمَام الفِرْقَة الناجية " : فبما أنه : " إِمَام جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ، و جماعته ؛ هي : " جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ، فإن فرقته ؛ هي " الفِرْقَة الناجية " ؛ لما ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَهَلَكَتْ سَبْعُونَ فِرْقَةً ، وَ خَلَصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَ إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَتَهْلِكُ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ ، وَ تَخْلُصُ فِرْقَةٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ ؟ قَالَ : " الْجَمَاعَةُ ، الْجَمَاعَةُ " مسند أحمد | مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
رابعا : " إمام الطائفة المنصورة " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " سنن أبي داود | كِتَابُ الْجِهَادِ | بَابٌ : فِي دَوَامِ الْجِهَادِ . و في رواية : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ، " وَ يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " " مسند أحمد | أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ | حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ .
فثبت بذلك ؛ أن مصلح زماننا هو ابن مريم مهدينا ـ عليه السلام ـ .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ..............
سلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " 01 :
الموضوع :
كلمة إستفتاحية لسلسلة : " الأحمدية ... حزب الله " .
ـ ؛ بعنوان : " مصلح زمننا ابن مريم مهدينا " .إن الكثير من أهل هذا الزمان ؛ يدعون إنتماءهم لحزب الله و للفرقة الناجية و للطائفة المنصورة ، كما هو معايش . إلا أن حقيقة أمرهم لا يخفى على أحد ؛ فهم محجوبوا النفس ، عابدون للهوى ، محرومون من الهدى .
لا شك أن زماننا هذا هو آخر الزّمان ، لأنه زمان الخليفة الأعظم . إذ قد اكتملتْ فيه بروز الحقائق الإلهية بكل تمامها المنذرة ببعثة الإمام المهدي ، و تجلّت فيه لوامع الأسرار الربانية بكل كمالاتها المبشرة بنزول المسيح المحمدي . و عليه ؛ فإن حزب الله و الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة هي التي يتزعمها هذا الخليفة .
إن الخليفة الأعظم لهذا الزمان هو الإمام المهدي ابن مريم المحمدي عليه السلام . و عليه ؛ فإن جماعته ؛ هي : " حزب الله " ، و هي : " الفرقة الناجية " ، و هي : " الطائفة المنصورة " . و ما سواها ؛ فهي أحزاب الشيطان ، و فرق الهلاك ، و طوائف الخذلان .
فيا أخي التقليدي ؛ إن كنت تزعم أن فرقتك الضالة ؛ هي : " حزب الله على خلاف أحزاب الشيطان " ، أو أنها : " الفرقة الناجية على خلاف فرق الهلاك " ، أو أنها : " الطائفة المنصورة على خلاف طوائف الخذلان " . فهل إمام جماعتك خاتم خلفاء الأمة الأعظم ؟ فإن كان ذلك ؛ فبها و نعمت . و إن كان غير ذلك ؛ فمن خليفتك الأعظم الذي يتزعم فرقتك الضالة ؟ و من الخليفة الأعظم الذي أوجب عليك دينك معرفته و مبايعته و إتباعه ؟ و أين أنت من صحتك إدعاءاتك ؟
إن الإنسان السعيد في هذا الزمان هو :
أولا : من عرف إمام زمانه ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " مَنْ مَاتَ بِغَيْرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " مسند أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى . و إن إمام هذا الزمان هو قطب هذا العصر ، أي : الغوث عيسى ابن مريم المحمدي عليه السلام ؛ لما ورد عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ؛ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى مُصْحَفِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا ، ثُمَّ أُتِينَا بِطِيبٍ فَتَطَيَّبْنَا ، ثُمَّ جِئْنَا الْمَسْجِدَ فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ ، فَحَدَّثَنَا عَنِ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا . فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، يَقُولُ : " ... فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ " الْغَوْثُ " . ثَلَاثًا . فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ ، وَ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ ... " مسند أحمد | مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ | حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ . و بما أنه إمام الزمان و قطب العصر و غوثه ، فإنه كذلك ـ عليه السلام ـ خليفة الوقت ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَ دِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَ أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ نَبِيٌّ ، " وَ هُوَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي " ، وَ هُوَ نَازِلٌ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ـ أي : إعرفوه بأنه إمام الزمان ـ " كتاب " تفسير السيوطي رحمه الله تعالى " .
ثانيا : التسلم له ـ عليه السلام ـ تسليما ، و ذلك لتحقيق الكمال في الإيمان ؛ بدليل قوله تعالى : " فَلَا وَ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 65 ) " سورة النساء .
ثالثا : الإنتماء لجماعته ـ عليه السلام ـ ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " إنّ أحبَّ شيءٍ إلى الله الغُرَباءُ ، قيلَ و مَن الغُرَباءُ ؟ قالَ : الفَرّارونَ بدينِهم ، " يجتمعونَ " بعيسى بنِ مَرْيَمَ عليهِ السّلامُ يومَ القيامةِ " . و ليس المراد من " يوم القيامة " ما يتوهمه المشايخ ـ أي : عند زوال الدنيا ـ ، بل المراد منها عند قيامة القوم الذين بعث فيهم ؛ بدليل إجتماع " الغُرَباء " حوله ـ عليه السلام ـ .
أما المحروم من بركة هذا الزمان السعيد ، فهو الذي لم ينل شيئا من تجليّاته العظيمة و نسماته العميمة و فتوحاته الكبرى على يد قطبه و غوثه و خليفته .
إن لهذا الزمان تجليات عظيمة لتجلي الإسم الأعظم في الأرض ، و لهذا الوقت نسمات عميمة على أهله لإنتشار العلوم الإلهية المسرورة و الأسرار الربانية المستورة ، و لهذا العصر فتوحات كبرى على يد صاحب العصر في القيامة الكبرى و الساعة العظمى .
إن صاحب هذا العصر هو الختم المعظم الأعظم لقطبيته ؛ لأن مقام " القبطانية " ؛ هو أعلى مقام في الولاية . و صاحب هذه الساعة علمها ؛ لعلمه بأشراطها ؛ بدليل قوله تعالى : " وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ( 57 ) وَ قَالُوٓا ءَأٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًۢا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ( 58 ) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰهُ مَثَلًا لِّبَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ ( 59 ) وَ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلٰٓئِكَةً فِى الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ( 60 ) " وَ إِنَّهُۥ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا " وَ اتَّبِعُونِ ۚ هٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ ( 61 ) وَ لَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطٰنُ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ( 62 ) " سورة الزخرف . و لكونه علامة على قيامتها ؛ لما ورد : " " وَ إِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ " . قَالَ ـ أي : ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه ـ : هُوَ خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " مسند أحمد | وَ مِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ | مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ . و إن في إستعمال ابن عباس رضي الله تعالى عنه و رضي عنه لفظ : " خُرُوجُ " ؛ لدليل على عدم إيمان الصحابة رضي الله تعالى عنهم و رضوا عنه برفع المسيح الموسوي عليه السلام حيا في السماء كما يقول التقليديون . بل إنه دليل على خروجه من الأمة المحمدية ؛ لأنه :
أولا : " إِمَام جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ ؟ - أَوْ قَالَ : إِمَامُكُمْ - مِنْكُمْ " مسند أحمد |مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . و جماعته هي " جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ؛ لما ورد : " يَقُولُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ، يَقُولُ : " كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ، وَ كُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَ شَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَ فِيهِ دَخَنٌ " . قُلْتُ : وَ مَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ : " قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي ، وَ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَ تُنْكِرُ " . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ : " نَعَمْ ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ : " تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ " . فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ ، وَ لَا إِمَامٌ ؟ قَالَ : " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَ لَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " " صحيح مسلم | كِتَابٌ : الْإِمَارَةُ | بَابٌ : وُجُوبُ مُلَازَمَةِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ .
ثانيا : " وَلِيُّ حِزْبَ اللَّهِ " ؛ بدليل قوله تعالى : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُۥ وَ الَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَ هُمْ رٰكِعُونَ (55) وَ مَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُۥ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغٰلِبُونَ ( 56 ) " سورة المائدة . و إن آخر أولياء الأمة المحمدية من حيث المقام هو الإمام المهدي الحجة ابن مريم المحمدي ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " الاَئمّة بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم ، هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج الله على أُمّتي بعدي ، المقر بهم مؤمن و المنكر لهم كافر " .
ثالثا : " إِمَام الفِرْقَة الناجية " : فبما أنه : " إِمَام جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ، و جماعته ؛ هي : " جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ " ، فإن فرقته ؛ هي " الفِرْقَة الناجية " ؛ لما ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَهَلَكَتْ سَبْعُونَ فِرْقَةً ، وَ خَلَصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَ إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَتَهْلِكُ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ ، وَ تَخْلُصُ فِرْقَةٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ ؟ قَالَ : " الْجَمَاعَةُ ، الْجَمَاعَةُ " مسند أحمد | مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
رابعا : " إمام الطائفة المنصورة " ؛ لقوله صلى الله عليه و سلم : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " سنن أبي داود | كِتَابُ الْجِهَادِ | بَابٌ : فِي دَوَامِ الْجِهَادِ . و في رواية : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ، " وَ يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ " " مسند أحمد | أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ | حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ .
فثبت بذلك ؛ أن مصلح زماننا هو ابن مريم مهدينا ـ عليه السلام ـ .
و الله تعالى أعلم .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
................ يتبع بإذن الله تعالى ..............
تعليقات
إرسال تعليق